هم أكثر من مليوني تونسي مصابين بالربو بشكل مزمن فيما يتضاعف هذا الرقم عند فصل الربيع بسبب الحساسية الناجمة عن حبوب لقاح الأشجار... تونس الشروق: تعيش تونس خلال هذا الأسبوع على وقع فعاليات تحسيسية بمناسبة اليوم العالمي لمرض الربو الذي تعرفه منظمة الصحة العالمية على انه " من الأمراض المزمنة ومن سماته إصابة المريض بنوبات اختناق وأزيز متكرّرة تختلف من شخص إلى آخر من حيث و خطورتهاوتواترها. وأثناء نوبة الربو تتورم بطانة أنابيب الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى تضييق المسالك التنفسية والحد من تدفق الهواء إلى داخل الرئتين وخارجها." وأسباب الربو ليست مفهومة تماماً. غير أنّ من العوامل المؤدية إلى الإصابة به استنشاق إحدى "مهيّجاته"، مثل الهواء الملوث ودخان التبغ والمهيّجات الكيميائية. وعلى الرغم من تعذّر معالجة الربو، فإن تدبيره العلاجي كما ينبغي يمكن أن يتيح المجال لمكافحته وتمكين المصابين به من التمتع بحياة جيدة. وفي علاقة بعدد المصابين بهذا المرض، تشير الأرقام ان مليوني مواطن مصابون بشكل مزمن بهذا المرض في حين يتضاعف هذا الرقم بحلول موسم الربيع بسبب الحساسية الناجمة عن حبوب اللقاح. و في دراسة اعدها فريق طبي بمستشفى المنستير، تبين ان النساء اكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من الرجال. و على عينة متكونة من 1132 مريضا، بلغت نسبة الإصابة عند النساء ال 56.9 بالمائة. اما عن اسباب الإصابة، تبين ان القرادات التي تعيش في الاغطية تعد السبب الأول بنسبة 91.2 بالمائة يليها وبر الصوف ب 22.8 بالمائة ووبر القطط و الكلاب ب 12 بالمائة. كما بينت الدراسة المذكورة ان 374 حالة مصابة بالربو تعود الى أسباب وراثية. التلوث و التدخين. إضافة الى ان منظمة الصحة العالمية صنفت تونس في قائمة العشر دول الأكثر تلوثا في افريقيا فان الدكتورة ليلى الدالي من المعهد الوطني للصحة و السلامة المهنية كشفت ان 50 بالمائة من جدول الامراض المهنية في تونس لها علاقة بأمراض الرئة و التنفس. الى ذلك، بلغت نسبة التسمم والمتسببة في الإصابة بأمراض تنفسية في الفضاء المهني 25 بالمئة. وتفيد احصائيات صندوق التعويض عن المرض ان الامراض التنفسية تحتل المرتبة الثالثة في سلم التعويض بنسبة 18 بالمائة فيما يعد مرض الربو المرض المهني الأكثر شيوعا في تونس اذ ان اثنين على ثلاثة عمال مصابون بمرض تنفسي. و إضافة الى التلوث فان التدخين يعد كذلك سببا مباشرا في الإصابة بمرض الربو. و حسب دراسات أعدتها وزارة الصحة تتسبّب ظاهرة التدخين في تونس في موت 10 آلاف شخص سنويّا من ضمنهم 80 % من الرجال و 20 % من النساء أي ما يقارب وفاة 8 ألاف رجل و ألفين امرأة سنويّا. وتكشف ذات الدراسات أن نسبة المدخّنين عند الكهول في تونس تصل الى حدود 35 %فيما تبلغ نسبة المدخّنين عند المراهقين الى حدود 18,2 بالمائة. كما يتسبب التدخين في خلق أمراض في القدرة التنفسية لدى الانسان اذ تكون القدرة التنفسية للمدخن في تراجع وتصبح المجاري التنفسية أكثر ضعفا نتيجة لالتهاب الرئة والقصبة الهوائية والحنجرة. مرض كوني حسب منظمة الصحة العالمية فان الربو واحد من الأمراض غير السارية الرئيسية. وهو مرض مزمن يصيب الممرات الهوائية للرئتين فيُلهبها ويضيقها. ويعاني حالياً نحو 235 مليون فرد من الربو، وهو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال. وتحدث معظم الوفيات الناجمة عنه في البلدان منخفضة الدخل والبلدان التي تنتمي إلى الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط. وتتمثل أقوى عوامل التعرض للإصابة به في استنشاق المواد والجزيئات التي يمكن أن تثير ردود فعل أرجية أو تهيج المسالك التنفسية. كما يمكن مكافحته بالأدوية. كما يمكن أن تؤدي الوقاية من مهيجاته إلى التخفيف من حدته. في حين تسلم المنظمة بأن الربو يكتسي أهمية كبرى في مجال الصحة العمومية، وتؤدي دورا في تنسيق الجهود الدولية لمكافحته. والغرض من الاستراتيجية التي تتبعها هو دعم الدول الأعضاء في جهودها الرامية إلى الحد من حالات العجز والوفاة المبكرة الناجمة عنه. و يهدف برنامج منظمة الصحة العالمية الى رصد المرض لرسم خريطة تبين مدى جسامته وتحليل محدداته ورصد اتجاهاته، مع التركيز على الفقراء والمحرومين من السكان؛ والوقاية الأولية من المرض لخفض مستوى التعرض لعوامل الاختطار الشائعة التي تنطوي عليها الإصابة به، وخاصة دخان التبغ، والإصابة بشكل متواتر بحالات عدوى الجهاز التنفسي الأخف حدة خلال مرحلة الطفولة، وتلوث الهواء (الداخلي، والخارجي، والتعرض المهني)؛ تحسين فرص الحصول على تدخلات فعّالة من حيث التكلفة بما في ذلك الأدوية والارتقاء بالمعايير وبالحصول على الرعاية في مختلف مستويات نظام الرعاية الصحية. و يسهم التحالف العالمي لمكافحة الأمراض التنفسية المزمنة في أنشطة المنظمة الرامية إلى الوقاية من هذه الأمراض ومكافحتها. وهو تحالف طوعي يضم منظمات ووكالات وطنية ودولية من بلدان كثيرة. ويركز التحالف على احتياجات البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل والفئات الضعيفة من السكان، ويعزز المبادرات المعدة خصيصاً لتلبية الاحتياجات المحلية.