بمناسبة شهر رمضان المبارك نستحضر اعلام التنوير والاصلاح الذين عملوا على احياء ثقافة الاجتهاد والتجديد في مواجهة ثقافة النقل والتشدد الديني ومن هؤلاء الاعلام الكبار الطاهر الحداد الذي اهدى للمكتبة التونسية كتابين تأسيسيين العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية وامراتنا في الشريعة والمجتمع مع مساهمات اخرى شعرية ومقالات وخواطر. تاريخ ولادة الطاهر الحداد غير متفق عليه ففيما يذكر المرحومان محمد المرزوقي والجيلاني بالحاج يحي في كتابهما المشترك الطاهر الحداد حياته تراثه الصادر سنة 1963 انه من مواليد سنة 1901 يرى زين العابدين السنوسي الذي كان قريبا من الحداد وصديقه ان الحداد من مواليد 1899 وهو التاريخ الاقرب لانه يفترض انه منقول عن الطاهر الحداد نفسه.وقد ولد الحداد في حاضرة تونس في النهج الذي يحمل اسمه اليوم بعد استقرار عائلته في تونس قادمين من قرية الحامة انذاك جنوب مدينة قابس وهي نفس القرية التي قدم منها محمد علي الحامي رفيقه في جامعة عموم العملة التونسيين ونصيره في الإصلاح والفكر الاجتماعي التضامني. ونظرًا لظروف العائلة ومستواها المادي المتواضع واجه الطاهر الحداد صعوبات في تعليمه الى ان حصل على شهادة التطويع من الجامع الاعظم بعد ان درس في الكتاب ككل ابناء جيله وقضى الطاهر الحداد سنوات طويلة قبل ان يتخرج من الجامع الاعظم ويحصل على شهادته العلمية التي تمكنه من ممارسة مهنة « عدل « التي لم يمارسها في حياته اذ منع من ممارستها بعد صدور كتابه امراتنا في الشريعة والمجتمع الذي تعرض بسببه الى حملة ممنهجة من الشيطنة والتكفير ادت الى سحب شهادته العلمية وتسببت له في محنة نفسية واجتماعية ومنع من العمل. يتبع