ولد بول لابيل بوغبا يوم 15 مارس 1993 في مدينة «سان ايمارن» الفرنسية من أب غيني، تلقى تعاليم كرة القدم وسنه لا يتجاوز الست في نادي «يو إس لبري رواسي» الفرنسي الذي يبعد عنه مسقط رأسه مسافة قصيرة، إلا أن الموهبة كانت تسري في عروقه منذ أن خطى خطواته الأولى في المستطيل الأخضر، وكان له دور قيادي في كل الفئات التي لعب فيها إلى أن وصل إلى سن 16 سنة، أين استلزم على اللاعب أن يخوض تحد أكبر بعدما أسال لعاب الكثير من الأندية التي انحنت لأدائه الراقي والإمكانات التي لا حصر لها. لم يعرف في صغره إلا كرة القدم وزيدان لا يختلف اثنان أن كل الفرنسيين الذين يعشقون كرة القدم لا يرون إلى زين الدين زيدان نجم منتخب «الديكة» السابق بمثابة القدوة الحقيقية بفضل مستواه وأخلاقه التي استطاع من خلالها أن يستقطب قلوب الفرنسيين بالرغم من أصوله العربية، نفس الأمر ينطبق على بول بوغبا، إلا أن هذا الأخير كان يعشق اللاعب ذو الأصول الجزائرية حتى النخاع، وكان لا يعرف منذ أن فتحت عيناه إلا شكل كرة القدم ووجه اللاعب زيدان، فكان يتمنى أن يصبح مثله في يوم ما وأن يخطو خطواته مهما كلفه الأمر من جهد وعمل. مسلم تحدّى مدربي الغرب رغم أن الاسم لا يحمل أي معالم عربية أو إسلامية، لكن سبب إسلام بول بوغبا قد يعود إلى أصوله الإفريقية وتحديدا غينيا، فهو لديه شقيقان اختارا اللعب لصالح منتخب غينيا على عكس بوغبا الذي أصبح لاعبا هاما في صفوف فريق فرنسا. و ويعود سبب إسلام بوغبا إلى شخصيته، فالنجم الفرنسي رغم حبه لقصات الشعر الجديدة والاحتفالات الصاخبة، لكنه يجد نفسه داخل المساجد خاصة كلما أتيحت له الفرص في التواجد داخل بلد إسلامي، لذا كانت فرصة سفر للسعودية مثالية لأداء شعائر الصلاة في عدة مساجد هناك اضافة الى اداء مناسك العمرة، بدلا من قضاء السهرات مع زملائه في الفريق احتفالا بأعياد «الكريسماس» وقتها. وعندما فاز بوغبا بأول بطولة له مع جوفنتس لما كان لاعبا في ضفوفه، أمسك بعلبة الصودا فوق الحافلة المكشوفة، وقال ضاحكا: «هذه هي «البيرة» الحلال الخاصة بي». ولم يفوّت «بوغبا» بعدها فرصة ليؤكد فيها على تمسكه بتعاليم الدين وفرائضه، مظهرا إسلامه ومتباه به، حيث رفض طلب مدربه الإيطالي ماسميليانو أليغري عندما كان لاعبا في جوفنتس بالإفطار خلال شهر رمضان، ليؤكد تمسكه بصيام الشهر المعظم غير مكترث بتأثير الصيام على أدائه في الملعب.