تطل علينا بعض الأعمال الدرامية التونسية بكم هائل من العنف والدماء منها ماهو موظف في سياق درامي ومنها ماهو مسقط خاصة في بعض مشاهد مسلسل «المايسترو» ويتفوق عليه في هذه المشاهد مسلسل «اولاد مفيدة» الذي يطل على المشاهدين للموسم الرابع على التوالي بنسق تصاعدي من حيث نسبة العنف وان كان البعض يرون ان ذاك هو الواقع التونسي فان الدراما تحاكي الواقع ولا تنقله كما هو بل عليها ان تكون هادفة وتراعي الذوق العام لكن ما نلاحظه في بعض الأعمال الدرامية التونسية منذ سنوات اجترار لمواضيع مستهلكة تكررت تقريبا في اغلب الإنتاجات الرمضانية ! وان اختلفت من حيث التناول فإنها كانت الطبق الرئيسي في اغلبها، فالمسلسلات الرمضانية التونسية ومنذ تاريخ 11 جانفي 2011 أخذت من الجريمة والزطلة والإنحراف والخيانة وما شابه من هذه الظواهر مواضيع لسيناريوهاتها وان كان ذلك محاكاة للواقع الا ان هذا التكرار ملّه المشاهد وغابت المضامين المتنوعة على غرار المسلسلات التاريخية الى جانب غياب السيناريوهات التي تصور العائلة التونسية العادية في حياتها اليومية على غرار ما كنا نشاهده في سنوات ماضية خاصة وان المشاهد متعطش الى مثل هذه الأعمال التي تعكس حياة العائلات التونسية المتوازنة والمترابطة... فلا ضرر من ان ينتبه كتاب السيناريوهات الدرامية الى ان الفن رسالة ومرآة للمجتمع وليس مجرد مشاهد عنف وانحراف حتى لا تنعكس هذه المضامين بصورة سلبية على الأطفال والشباب وعلى نفسية المشاهد عموما ...