ساهمت كرة القدم في تغيير حياة الكثير من اللاعبين لينتقلوا من الفقر إلى الشهرة والمجد . ميسي الفتى الذي كان يعاني الفقر المدقع بات اليوم يتصدّر قائمة اكثر اللاعبين دخلا في العالم حيث أظهرت التقارير المالية ان دخله السنوي من راتبه والدعايات يبلغ 41 مليون يورو، وعند تجديد عقده مع برشلونة مؤخرا سيحصل «البرغوث» على راتب سنوي يصل الى حوالي 100 مليون يورو سنويا. من الاحياء الفقيرة ولد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في جنوب مدينة روزاريو بالأرجنتين، لوالدين هما خورخي هوراسيو ميسي وهو عامل في أحد المصانع، وسيليا ماريا كوتشيتيني، وهي عاملة نظافة. في سن الحادية عشرة، اكتشف ميسي إصابته بمرض نقص هرمون النمو، حيث كان يلعب في فريق كرة قدم محلي، تكاليف علاج ميسي كانت باهظة جدًّا للأسرة ذات الدخل المحدود حيث يبلغ دخل العائلة 900 دولار شهريا، وكانت الأسرة فقيرة لحد اضطرار والد ميسي التسول لتوفير مصاريف علاج ابنه. وعندما حاول فريق ريفر بليت الارجنتيني ضمه لصفوفه، فشلت صفقة البيع بسبب عدم قدرة النادي على توفير مصاريف علاج ميسي. بداية الانفراج استقطبت فنيات ميسي انتباه كارلوس ريكساش، المدير الرياضي لنادي برشلونة، الذي علم بموهبته عبر اتصال من أقارب ميسي في كتالونيا الإسبانية، فحصلت عائلة ميسي على فرصة لتعرضه على نادي برشلونة، حيث عرض موهبته على إدارة النادي، فأذهلهم إلى درجة أنهم عرضوا على عائلة ميسي الانتقال إلى إسبانيا مقابل التكفل بمصاريف علاجه، لتتغير ليس فقط حياة ميسي، ولكن حياة الأسرة بالكامل. فوالد ميسي اليوم هو أحد أغنى أغنياء الأرجنتين. أول مباراة في سنة 2004، شارك ميسي في أول مباراة له مع الفريق الأول لبرشلونة وهو لا يزال في السابعة عشر من عمره، ثم أصبح بعدها عنصرا اساسيا في الفريق، كما أصبح النجم الجديد الذي تعشقه الجماهير وتلتف حوله. ولم يمض وقت طويل حتى افتتح ميسي سجله التهديفي مع الفريق الأول لبرشلونة وذلك في عام 2005 ليصبح أصغر لاعب يسجل هدفا للفريق على مدار تاريخ النادي قبل أن يحطم بويان كركيتش هذا الرقم في وقت لاحق. الأرقام القياسية يعتبر ميسي هو اللاعب الوحيد في تاريخ كرة القدم الذي يحقّق لقب أفضل لاعب في العالم أي الحصول على الكرة الذهبيّة أربعة مرات متتالية والتي كانت في أعوام 2009، و2010، و2011، و2012، وبعد غياب لسنة واحدة فقط عاد ميسي عام 2015 ليُحقّق لقبه الخامس كأفضل لاعب في تاريخ كرة القدم ويتوّج بالكرة الذهبية للمرة الخامسة في تاريخه الى أن أصبح يلقب بالاسطورة الحية. ولكن المستوى العالمي الرائع لميسي مع برشلونة لم يظهر في عروضه مع المنتخب الأرجنتيني، فهو لم يترك لقبا مع ناديه برشلونة إلا وحقّقه، إلا أنّ كأس العالم وكأس أمريكا الشمالية استعصت عليه رفقة المنتخب الأرجنتيني حيث فشل في تحقيق نفس النجاح مع راقصي التانغو.