تونس (الشروق) تعرف ولاية القصرين بكثرة مواقعها ومعالمها الأثريّة الحضارية القديمة إضافة إلى تعدّد الجوامع وزوايا أولياء الله الصّالحين ومن بين هذه الزوايا العامرة زاوية الولي الصالح سيدي أحمد التليلي المعروف شعبيّا بسيدي تليل المتواجدة بمدينة فريانة . النّسب الصّالح وُلد سيدي أحمد التليلي بفريانة سنة 1709م وتوفي سنة 1763م عن سنّ تناهز 54 عاما وهو حفيد العالم الصالح سيدي عباس بن عبد اللطيف وسليل عائلة عرفت بجليل الأعمال الخيرة والعلوم الشرعية والفقهية والصوفية الزاهدة المتصلة بمآثر الطريقتين القادرية والرحمانية . وفي هذا الوسط الديني القويم بدأ سيدي تليل حياته مبكرا في تلقي المعارف الدينية بزاوية سيدي سالم بمدينة نفطة. وإثراء لمعارفه وعلومه رحل الى الجزائر أين انتسب إلى زاوية سيدي ناجي وسيدي عبد الحفيظ. واقترنت اقامته بالدّراسة والتّدريس والقضاء بعدما تشبّع بأرقى المعارف والعلوم الروحية. وبعودته لمسقط رأسه بفريانة شيّد زاويته الشّهيرة بدعم من مريديه وعدد من الشيوخ والأعيان الجزائريين ممّن خبروا علم وتصوّف وليّنا الصّالح . مدرسة عامرة ومنذ تأسيسها في النصف الأول من القرن الثامن عشر احتلّت هذه الزّاوية الجامعة للعُلُوم والمعارف في مختلف الأغراض مكانة بارزة بفضل مدرستها ومكتبتها التي تحتوي على نفائس الكتب هذا إضافة إلى تسهيل ظروف الدّراسة بتوفير الإقامة للطلبة والتي يجاورها مسجد للصّلاة. وتخرّج من هذه المدرسة العريقة أفواج متعاقبة من التونسيينوالجزائريين ممّن تلقوا أرقى العلوم وأشعّوا بها لاحقا في عديد من المواقع وتعتبر زاوية سيدي تليل من أعرق الزوايا وأشهرها خصوصا بالوسط الغربي ورفعا لمنزلتها أكرمها البايات بالمساعدات ووقع ترميمها عدّة مرّات لتحافظ على رسالتها النيّرة. زردة الوفاء وإجلالا لمكانة سيدي أحمد التليلي في نُفُوس أتباعه بالداخل والخارج تقام له سنويّا زردة كبرى تعرف إقبالا كبيرا وتحوّلت منذ سنة 1963 إلى مهرجان وطني للفروسية ثم سنة 2015 إلى مهرجان مغاربي متنوّع البرمجة وخصوصا منها التراثية ويؤمه أكثر من 100 ألف زائر ويتوجه الكثير منهم إلى مقام سيدي التليل لقراءة الفاتحة والترحم على روحه الطاهرة والدعاء الخاشع لله وكلّ له مقاصده ونواياه.