تتميز مدينة سليمان بكثير من البهاء المعماري والطبيعي وارتباطها بتعدّد الحقبات التاريخية والحضارية. وعُرفت قديما باسمها الروماني «ميغالوبوليس». هذا وتتزاحم بالمدينة العديد من المواقع والمعالم الأثرية لعلّ أشهرها كمعلم ومقصد الجامع الكبير . رفعة المنزلة وينتصبُ الجامع الكبير في شموخ وسط المدينة العتيقة على مقربة من برج أبي سليمان. ويُعتبر تحفة معمارية أنيقة الأركان والأرجاء خلفها الأندلسيون. ويُرجّح ودون اتفاق تاريخي على أن الجامع وقع تأسيسه سنة 1616 وامتدت أشغال بنائه قرابة السبع سنوات وميّزهُ الاندلسيون بمثال هندسي وطريقة بناء ومواد مستمدة من خصائصهم ومهاراتهم المعمارية. وأنزلهُ المؤرخون والمعهد الوطني للتراث منزلة معمارية تراثية كبرى وتبعهم في ذلك مسؤولي جمعية صيانة مدينة سليمان وكافة مكوّنات المجتمع بالجهة ممّن هزتهم حمية الغيرة والوفاء على صيانة رمز عراقة والمدينة . خصائص معماريّة وتتشكّل بناية الجامع من قاعة للصلاة تنقسم إلى أروقة وصُفوُف ومحارب تفتح على الصحن بثلاثة أبواب والرابع يفتح على الصومعة التي تعدّ لوحدها معلما بديعا وتتكون من خمسة طوابق زادت في بهائها. واعتمد في بناء جدران الجامع وسقفه على مواد وأخشاب على الطريقة الأندلسية التي يتكيف فيها فضائه الداخلي حسب فصول السنة وأيضا بما يحميه من الرطوبة. ولازال هذا الجامع العريق يحتفظ برفعة الشأن لدى متساكني سليمان ويبجلُون مكانه وزمانه ومعلمه ومصدر علمه وصوت حقه بالثبات على حفظه ومداومة مقصده العامل بفضائل قومها.