تونس (الشروق) : تضم مدينة العديد من المواقع والمعالم الأثريّة الشّامخة الدّالة على عديد الحقبات التاريخيّة والحضاريّة بهذه المدينة السّاحرة. هذا إضافة إلى المعالم الدينيّة المتنوّعة ومن بينها زاوية الشّيخ سيدي علي عزوز الذي ذاع صيته كرجل دين وعلم وصلاح وبركة. وينحدر شيخنا الجليل من أصول مغربية وولد تحديدا بمدينة فاس وتتلمذ على الشيخ سيدي أبي القاسم بن للّوشة في ثوابت وقيم الصوفية واستقرّ به المقام بجهة زغوان. وأقام بها زاويته العامرة باحتضان أتباعه ومُريديه في مجالسه وتعاليمه الرّوحية الصوفية الخالصة. وكانت الزاوية موقعا رحبا لذكر الله وحفظ القرآن الكريم والإكثار من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وكذلك وجهة مفتوحة للفقراء والمساكين والمظلومين. وأشعّ اسم سيدي علي عزوز بالدّاخل والخارج بفضائله وجليل أعماله ومناقبه. ورفع من حُضوته بالتبجيل الأمير محمد الحفصي لما خبره من بركاته وتبعه في ذلك كثير من الأمراء والبايات بالبلاد بإعلاء مكانته الرّوحية والعلميّة خصوصا. وأُقيمت لسيدي علي عزوز عدّة زوايا بتونس وبداخل البلاد لنشر طريقته التي يحتفى فيها بتأدية الأحزاب والأذكار والأناشيد. واقترنت وفاة هذا الولي الصّالح في ماي 1710 م بحضور لافت لأحبّته ومريديه لموكب جنازته. وأراد الباي دفنه بتونس العاصمة فعارض أهالي زغوان ذلك وأصرّوا على دفنه بموقع مماته بزغوان إجلالا لمكانته العالية بينهم وكان لهم ذلك ولازالت هذه الزّاوية وجهة مقصودة للزوّار قصد التبرّك بمقام وليّها الصّالح .