تونس (الشروق) ولد المؤرخ والسياسي أحمد بن أبي الضياف سنة 1802 بتونس وتوفي سنة 1874 وتعود أصوله إلى أولاد عون بجهة سليانة وهو ابن الحاج الضياف الوجيه المقرّب من البلاط وجدّه الأكبر الولي الصالح سيدي أحمد الباهي وحفظ القرآن في كتّاب الولي الصالح سيدي أحمد بن عروس وتتلمذ على هامات من مشايخ عصره أمثال ابراهيم الرياحي – اسماعيل التميمي وغيرهم كثر واشتغل بالبلاط الحسيني بداية من 1822 وارتقى لكاتب سرّ ومستشار وسفيرا وغيرها من المسؤوليات طيلة أكثر من ثلاث عشريات في دلالة على الثّقة المتجدّدة فيه من قبل البايات التي ربطته بهم علاقة ودّ ونُفور أحيانا وعاشر أبي الضياف الكثير من كبار الدولة والشعراء والجماعات السّياسية وهامات العلم والمعرفة وحقوق الانسان ومشى على خطى شيخه إبراهيم الرياحي محبّا لثوابت العدل والكرامة والوطنية ورافعا صوت حقّه سرّا وجهرا وخلف أحمد بن أبي الضياف أثرا تأليفيا بعنوان إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان انكبّ عليه لمدّة عشر سنوات وقد طبع سنة 1901 وتوالت نشر أجزائه وإعادة طبعه من سنة 1963 إلى سنة 1999 برعاية من وزارة الثقافة وببلوغه الكبر لازم بيته لذكر الله وآداء فروضه وبوفاته يوم 29 أكتوبر 1874 وإكبارا لعلوّ قدره ومقامه نظمت لأبي الضياف جنازة مهيبة حضرها محمد الصادق باي وكبار رجالات الدولة وأحبّته المخلصين ووقع تأبينه بجامع صاحب الطابع بتونس والذي تلقّى فيه دروسا في علوم الدين.