مِن الناس مَن إذا دخل عليه شهر رمضان وهو مسند إليه أعمال قد تكون ضرورية جداً وقد تكون عامة ومهمة جداً وقد تكون خاصة تتوقف حياة صاحبها عليها أو على الأقل : إثبات حقه في شيء ما أو نحو ذلك ، من هؤلاء الناس من يعتبر شهر رمضان فرصة للراحة والتراخي والتكاسل عن أداء المهام المكلف بها بحجة الصيام وأن الصيام يغير مزاجه لأنه لم يفطر أو لأنه لم يتسحَّر أو أنه يريد أن يدخّن ولا يستطيع التدخين أو نحو ذلك وبدراسة أحوال هؤلاء وجد من أسباب ذلك السَّهر المتواصل حتى الساعات المتأخرة من الليل أو حتى قبيل الفجر وتعمُّد عدم السحور أو تعجيله والجوع الشديد يشتت الفكر ويصيب بالضجر والنفور . وتعمّد الإسراف في تناول الإفطار وفي تناول السحور وملء البطون ينيم الجفون ويصيب بالتُخمة المفضية إلى الكسل والتراخي . وهذه كلها سلوكيات مرفوضة في شهر رمضان خاصة وفي غير شهر رمضان عامة ولأن ليل رمضان خاصة, وليل المؤمن عامة يعرف بقيامه وتهجده , ودعائه واستغفاره , وتلاوة القرآن الكريم , ومذاكرة العلم الضروري الذي يفيده في دينه ودنياه قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ(1)قُمْ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا(2)نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا(3)أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا(4)إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا(5)إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا(6)إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا﴾ أي : أن قيام الليل معين على العمل في النهار ولو كان شاقاً ، قال الله تعالى:﴿ أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78)وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79)وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا(80)وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ .