تقول إيمان حسايني، موظفة حكومية، إنها كانت قبل سنوات جارة لسيدة فرنسية لم تتجاوز علاقتها بها في البداية مجرّد التحية. وفي أول أيام رمضان طرقت السيدة الفرنسية باب جيرانها وقدمت لهم طبقا مما طبخت واستمرت هذه العادة على مدار 30 يوما إذ كانت تحضر لجيرانها طبق سلطة حين لا تطبخ أي طبق إضافي. تقول إيمان إنها سألتها عن السبب حين تطورت علاقتها بها فكان ردّ السيدة الفرنسية «أنا مسلمة ورمضان شهر التآخي والمحبة والرحمة وإكرام الجار» وانها حاولت فقط الاقتداء بسلوك الرسول (ص) والتشبّع أكثر بروح الإسلام. وتضيف إيمان انه مرّ على هذه الذكرى 5 سنوات «جاورت خلالها أنواعا من العرب المسلمين ولم أشتم من رمضان إلا رائحة الشربة تفوح في المباني العالية وبين الجدران الجافة لم أبادر ولم تبادر إحداهنّ بما قامت به الفرنسية. هي لا تعرف انها اعطتنا درسا في الإسلام وهي التي جعلت لرمضان طعما خاصا». هكذا نحن جعلنا شهر رمضان شهرا للاستهلاك بامتياز وغيّبنا كل روحانياته فنحن اجوار نادرا ما نتبادل التحيّة ونحن نمضي يومنا «محششين» ونقفز عند الآذان الى الطاولة نأكل بنهم شديد ما لا نحتاجه ونتمدد على الارائك نستهلك ما يقدّمه لنا تليفزيون القمامة. التونسي يتحوّل فقط الى كائن استهلاك بتواطؤ من الدولة التي لم تحمه على الأقل من الافراط في الإعلانات التجارية خلال شهر رمضان.