يعدّ الدين الإسلامي ديناً كاملاً، يغطي جميع جوانب حياة الإنسان، ويلبّي جميع احتياجاته، قال تعالى {بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون} (النحل 44) فهو ينظّم علاقة الإنسان مع ربه وخالقه سبحانه، من خلال عبادته، وتعظيمه، وشكره، والتوجّه إليه. قال تعالى {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} (النساء 36) ويفتح للإنسان أبواب العقل، والمعرفة، قال تعالى {اقرأ باسم ربك الذي خلق} (العلق 1) وقال تعالى {اقرأ وربك الأكرم} (العلق 3) وتعلّم أسماء الله سبحانه، وصفاته، قال تعالى {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} (الأعراف 180) والتعرّف على أمور الدنيا والآخرة، وعلى أحكام الشريعة الإسلامية. إنّ الإسلام ينظّم علاقة الإنسان مع الرسل الكرام عليهم السلام، ويوجّهه نحو الاقتداء بهم، والسير على نهجهم. قال تعالى {وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب} (الحشر 7) وينظّم علاقة الإنسان مع غيره من الناس على اختلاف أنواعهم، وأصنافهم، فينظّم علاقته بالمؤمن والكافر، والغني والفقير، والحاكم والمحكوم، والصغير والكبير، والعالم والجاهل، وغير ذلك. ينظّم معاملات الإنسان المالية، فيأمره بالكسب الحلال، وترك الحرام، قال تعالى {كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى} (طه 81) ويأمره بترك الغش، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم من غشنا ليس منّا ويحذرنا من الزور، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. وقال صلى الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. (رواه البخاري) وينظّم حياة المرأة، والرجل، ويأمر بحُسن تربية الأبناء، ومعاشرة الأزواج، وصيانة الأسرة من كلّ سوءٍ. ينظّم حياة الإنسان في الآخرة، ويبيّن أنّها مبنيةٌ على طبيعة حياته في الدنيا. كما يأمرنا بالإحسان للوالدين ولذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وغيرهم.