من العجب العجاب في بلادنا أن ترى الناس يضيقون ذرعاً ببعضهم البعض في نهار شهر رمضان متعللين بالصيام وعدم القدرة على ضيط النفس امام كثرة الصعاب والتشنجات الناتجة عن التعامل الاجتماعي اليومي. ان الصوم يدرب الإنسان على حفظ لسانه وفرجه وصيانة بصره وسمعه عما حرم الله تعالى ثم هو يدرب الإنسان على حسن الخلق وضبط السلوك وتهذيب الفكر ويدربه على السخاء والجود والكرم والإيثار والصبر وتحمل الأذى وعدم مقابلة السيئة بالسيئة قال الله تعالى في سورة الفرقان ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ . وقال ايضا ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ . وانما الصعوبات والتي يجدها المسلم في حياته لا تعدو ان تكون اختبارا له من ربه لينظر كيف يتصرف ، هل سيقاوم بأدب الإسلام ، أم سيرتد إلى الجاهلية العمياء . قال تعالى : ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا﴾ . فاصبر ايها المسلم صبراً جميلاً واهجر كل اصناف المشاحنات والشجار هجراً جميلاً واستغفر الله تعالى من كل تقصير واستعن بالله تعالى على العجز عنه وأخلص لله تعالى في الرجاء والدعاء . فإن من يضبط نفسه عند اشتداد الفتنة وقمة الإثارة هو الممدوح في قوله تعالى : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ .