يقولون انني اقول بنقص الدين ووجوب اكماله اليوم بينما يقول القرآن الكريم : ﴿اليوم اكملت لكم دينكم وانعمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا﴾. وهذا القول منهم محض افتراء. ولو راجعوا ص 69 من كتاب «امرأتنا» في خاتمة القسم التشريعي لرأوا ما وضعناه كبيان لمعنى هذه الآية (... ومازال النبي العظيم يأخذهم باللين والشدّة والترغيب والترهيب حتى اصاب من قلوبهم وتمكن من وضع الاساس في الروح والاخلاق والعقائد كاملا وصالحا لما يبني عليه رجال الاسلام. وهذا فيما ارى هو ما عبّر عنه القرآن في الآية الكريمة « اليوم اكملت لكم... الخ...). ولكي اؤكد الاطمئنان للناس اقول لهم هنا ما قاله القاضي البيضاوي تفسيرا لهذه الآية مما لا يبعد عما فسّرنا به ان لم يكن هو بعينه. قال القاضي في معنى اكمال الدين ما نصه (بالنّصر والاظهار على الاديان كلّها او التنصيص على قواعد العقائد والتوقيف على اصول الشرائع وقوانين الاجتهاد). فالقارىء يرى ان القاضي البيضاوي يعبر عن كمال الدين في قواعد العقائد واصول الشريعة وقوانين الاجتهاد لا في التنصيص على جميع احكام الحوادث وجعل التشريع الجزئي كاملا قارا ، تمر الاحقاب والدهور وتتغير احوال البشرية وهو لا يتحرك ولا يلين. ولو ان كمال الدين معناه كمال التشريع بالمعنى الجزئي لا العام لما احتاج الاسلام والمسلمون الى ائمة مجتهدين يطبقون احكام الاسلام على روح العصور ومصالحها البشرية المتطورة بتطور الحياة. وقد روي في الحديث الشريف ما معناه (على رأس كل قرن يأتي من يجدد هذا الدين). على ان العلماء المتقدمين قد اثبتوا نزول آيات تشريعية بعد آية «اليوم اكملت... إلخ» ولا نعود لتفصيل هذا القول الا اذا انكر ذلك معارضونا من اهل العلم.