يواصل الشيخ محمد المختار السلامي تفسير سورة البقرة ويقول عن المعنى الاجمالي: يدعو الله جميع الناس ،من كان مؤمنا ومن كان يدين بديانة من قبل ثم اهتدى بدين الإسلام ومن إثر على الكفر ومن نافق من الذين عرفت الأيات السابقة ملامحهم ومن غيرهم من كانوا في عصر الرسالة ومن يأتي بعدهم، دعوة عامة لجميع الناس أن يعبدوا الله مؤمنين أنه هو الذي جعل الأرض كالفراش لهم، وجعل السماء بناء واقيا لهم ولا أحد غير الله يتصرف في قليل أو كثير من هذا النظام الذي أقام عليه الكون ويسره للإنسان فأحذروا أن تجعلوا لله أمثالا تخضعون لهم، والحال أنكم تعلمون أنه لا يستطيع أحد غير الله أن يحفظكم في هذا الكون . أما في بيان المعنى العام للآية الكريمة: ﴿يا أيها الناس أعبدوا ...وأنتم تعلمون﴾. دعا الله الناس جميعهم أن يخضعوا له، ولا يخضعوا لأحد سواه خضوعا ينسيهم ربهم فبالنسبة للمؤمنين هو نداء لهم أن يواصلوا يقظتهم فلا يغفلون عنها. فكم من مؤمن نراه يتعلق بمخلوق مثله الى حد أن يرى أنه لا مفرج لكربته ولا محقق لآماله ولا معين له على ما يسمى لبلوغه إلا هو وكم من مؤمن يضعف فيهون ويخضع لشهوة أو رغبة ويستهين بما أمره به رب العالمين كما قال تعالى: ﴿أفرأيت من أتخذ إلهه هواه﴾ وبالنسبة الى الكافرين رحمة الله تبدو واضحة بهذا النداء، فالله يستحثهم ليعودوا إليه ،وليتعلقوا به وينبههم إلى أن ما يخضعون له عاجز عن التأثير ويدعو المنافقين الى أن يقلعوا عن نفاقهم وان لا يخضعوا لأوهامهم وأهوائهم وأن ينظفوا بواطنهم بإفراد الله بالعبادة.