نحو إحداث مرصد وطني لإزالة الكربون الصناعي    منظمات تونسية تدعو سلطات الشرق الليبي إلى إطلاق سراح الموقوفين من عناصر "قافلة صمود"    حالة الطقس هذه الليلة    من تطاوين: وزير التربية يشرف على انطلاق مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية    "سيطرنا على سماء طهران".. نتنياهو يدعو سكان العاصمة الإيرانية للإخلاء    حماية حلمها النووي ..إيران قد تلجأ إلى النووي التجاري ؟    إيران.. اعتقال 4 عملاء واكتشاف ورش لتصنيع المسيرات والمتفجرات    تعيين التونسية مها الزاوي مديرة عامة للاتحاد الافريقي للرقبي    جندوبة: اجلاء نحو 30 ألف قنطار من الحبوب منذ انطلاق موسم الحصاد    عاجل/ ارتفاع حصيلة القتلى الاسرائيليين بالضربات الصاروخية الايرانية    وزير الصحة: مراكز تونسية تنطلق في علاج الإدمان من ''الأفيونات''    الشيوخ الباكستاني يصادق على "دعم إيران في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية"    عاجل/ إضراب جديد ب3 أيام في قطاع النقل    جندوبة: الادارة الجهوية للحماية المدنية تطلق برنامج العطلة الآمنة    "مذكّرات تُسهم في التعريف بتاريخ تونس منذ سنة 1684": إصدار جديد لمجمع بيت الحكمة    الدورة الأولى من مهرجان الأصالة والإبداع بالقلال من 18 الى 20 جوان    في قضية ارتشاء وتدليس: تأجيل محاكمة الطيب راشد    عاجل/ هذا موقف وزارة العدل من مقترح توثيق الطلاق الرضائي لدى عدول الإشهاد..    منوبة: الاحتفاظ بمربيّي نحل بشبهة إضرام النار عمدا بغابة جبلية    إجمالي رقم اعمال قطاع الاتصالات تراجع الى 325 مليون دينار في افريل 2025    الكأس الذهبية: المنتخب السعودي يتغلب على نظيره الهايتي    كيف نختار الماء المعدني المناسب؟ خبيرة تونسية تكشف التفاصيل    عاجل/ هذه حصيلة قتلى الكيان الصهيوني جراء القصف الايراني..    منذ بداية السنة: تسجيل 187 حالة تسمّم غذائي جماعي في تونس    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    كهل يحول وجهة طفلة 13 سنة ويغتصبها..وهذه التفاصيل..    الكاف: فتح مركزين فرعيين بساقية سيدي يوسف وقلعة سنان لتجميع صابة الحبوب    كأس العالم للأندية: تشكيلة الترجي الرياضي في مواجهة فلامنغو البرازيلي    ابن أحمد السقا يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    تأجيل محاكمة المحامية سنية الدهماني    الحماية المدنية: 536 تدخلا منها 189 لإطفاء حرائق خلال ال 24 ساعة الماضية    دورة المنستير للتنس: معز الشرقي يفوز على عزيز دوقاز ويحر اللقب    كأس العالم للأندية: برنامج مواجهات اليوم الإثنين 16 جوان    وفد من وزارة التربية العُمانية في تونس لانتداب مدرسين ومشرفين    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    تعاون تونسي إيطالي لدعم جراحة قلب الأطفال    كأس المغرب 2023-2024: معين الشعباني يقود نهضة بركان الى الدور نصف النهائي    باريس سان جيرمان يقسو على أتليتيكو مدريد برباعية في كأس العالم للأندية    النادي الصفاقسي: الهيئة التسييرية تواصل المشوار .. والإدارة تعول على الجماهير    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    بعد ترميمه فيلم "كاميرا عربية" لفريد بوغدير يُعرض عالميا لأوّل مرّة في مهرجان "السينما المستعادة" ببولونيا    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    زفاف الحلم: إطلالات شيرين بيوتي تخطف الأنظار وتثير الجدل    الإعلامية ريهام بن علية عبر ستوري على إنستغرام:''خوفي من الموت موش على خاطري على خاطر ولدي''    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    إطلاق خط جوي مباشر جديد بين مولدافيا وتونس    باجة: سفرة تجارية ثانية تربط تونس بباجة بداية من الاثنين القادم    هل يمكن أكل المثلجات والملونات الصناعية يوميًا؟    موسم واعد في الشمال الغربي: مؤشرات إيجابية ونمو ملحوظ في عدد الزوار    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يؤكد دعم المنظمة لمقاربة الصحة الواحدة    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    خطبة الجمعة .. رأس الحكمة مخافة الله    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"قلة أدب"هكذا وصف القرضاوي السخرية من الإسلام وتشويه صورته
نشر في الحوار نت يوم 07 - 11 - 2009

مشاعر غضب عارمة تجتاح العلماء على خلفية الإساءات المتكررة في حق الدين الإسلامي الحنيف ومطالب بوضع حد للتطاول على الإسلام وجرح مشاعر المسلمين التي سرعان ما تتكرر كل فترة.

حيث أدان فضيلة العلامة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالتصويت ضد قرار يحرم الاعتداء على الأديان بالسب والإهانة معتبراً أن الإساءة للأديان "قلة أدب"، بحسب التحقيق الذي أجراه الصحفي مهند الشوربجي ونشرته جريدة الراية القطرية.

وقال فضيلته أن قانوناً كاد أن يصدر في الأمم المتحدة ويجد الأصوات اللازمة لذلك إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية وقفت ضد هذا القرار مشيراً إلى تصريح وزيرة الخارجية الامريكية في هذا الصدد التي قالت أن هذا القرار من شأنه أن يحرم البشرية من حق لها وهو حق التعبير عن الرأي.

وتساءل د.القرضاوي: كيف يكون السب والشتم والإهانة تعبيرا عن الرأي، وقال: لقد شاهد العالم وقائع حدثت ضد الأديان وكان لها آثارها وكانت هذه الوقائع معظمها ضد المسلمين ودين المسلمين ونبي المسلمين وقرآن المسلمين ونبي المسلمين وتاريخهم وحضارتهم، فالمسلمون هم الحائط الهين الذي يطمع فيه الطامعون والعنصريون واعداء الأمة.

وأضاف: لم يعد للمسلمين من يدافع عنهم، وقد عرفنا ما حدث أيام الرسوم الدنماركية الكركاتورية التي أساءت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسخرت به وبأمته وجعلته إنسانا ليس له هم إلا النساء وليس له غرض إلا قتل الناس وسفك الدماء على غير واقع السيرة النبوية الشريفة، وهاج المسلمون في كل مكان وطالب المسلمون ومنظمة المؤتمر الإسلامي الأمم المتحدة أن تصدر قانونا يحرم الاعتداء على الأديان من السب والاهانة.

وأشار فضيلته إلى آخر إحصائية للمسلمين والتي بينت أنهم وصلوا إلى حوالي مليار و570 مليوناً مندهشاً: هذه الأمة ليس لها قيمة ولا منزلة ويساء لنبيها ولرسولها ولقرآنها باسم حرية التعبير!، نحن ننكر هذا وندينه ونرى أن هذا لا يدخل في حرية التعبير وليس له علاقة بحرية الرأي.

من جانب آخر حذر د.القرضاوي من قيام بعض الدول الأوروبية ب منع المسلمين من بناء المآذن معتبراً أن ذلك من شأنه أن يثير الضغائن والحقد ويمنع المسلمين من أبسط حقوقهم.
وقال: يقدر المسلمون في بعض البلدان الأوروبية بالملايين مثل فرنسا وانجلترا وألمانيا، فلماذا يمنع هؤلاء المسلمون من إقامة المآذن بالرغم من أنهم يحملون جنسيات ذلك البلد، وتبريرهم في ذلك أن المآذن علامة مميزة وما الضير في ذلك ما الضير في المكان الذي يعلن التوحيد ويريح الناس زائري البلد أن هذا البلد متسامح وكل شخص متساو مع الآخر.

ودعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأوروبيين جميعاً أن يكونوا متسامحين وأن يعاملوا المسلمين كما يعاملون سائر الناس حتى تشيع المحبة والأخوة والسلام، وقال: ندعو لحب السلام بين الجميع فالسلام يشيع بالخير على المسيحيين والمسلمين، إلى هذا يدعو الإسلام الذي يعتبر البشرية كلها أسرة واحدة أبوهم واحد وربهم واحد يقول تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) "وأنا أعتقد أن كلمة الأرحام هي الأرحام البشرية عامة".
وواصل د.يوسف القرضاوي في خطبته الأولى الحديث عن التوحيد وأهميته وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليخرج الناس من عبادة الناس والأوثان والشرك إلى عبادة الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

وقال: منذ خلق الله آدم وأوحى إليه ليعلم أولاده بما يحب الله منهم بأوامره ونواهيه لم يكن الناس يعرفون الوثنية لأن الإنسان فطر على التوحيد، إنما جاءت الوثنية بعد ذلك، وأول نبي جادل قومه في التوحيد هو نوح عليه السلام وقال له قومه في القرآن الكريم: (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين) وكان أول ما قال لهم نوح: (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم).

وأضاف: وجميع الأنبياء بعده جاءوا بهذه الدعوة هود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى وعيسى عليهم السلام إلى أن انتهى الدور إلى خاتم النبيين وخاتم المرسلين سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم، والله أول ما كلم موسى قال له: (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري)، وقال عيسى المسيح عليه السلام لقومه: ( الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم)، ظلت البشرية طوال تاريخها تعبد من دون الله أو مع الله آلهة أخرى في الأرض أو في السماء مما يعرف الناس ومما لا يعرف الناس عبدوا المخلوقات المغيبة عنهم فعبدوا الجن والملائكة، وعبدوا الأشياء الحسية التي بها مصدر نفع لهم مثل الأنهار والشمس والقمر والحيوانات مثل العجل والبقر والنبات والشجر أو الأشياء التي بها قوة مثل الجبال أو التي يخافونها مثل الشياطين.

وأوضح د. القرضاوي أنه لذلك عاش الناس في أوهام وضلالات الشرك معتبراً أن الوثنية بطبيعتها وكر للضلالات والأباطير والخرافات وذلك يعبث في عقول الناس الكهنة الذين يشرفون على الأصنام والأوثان هؤلاء يتحكمون في ضمائر الخلق وعقولهم، ويذهب بعقل الإنسان حتى المتعلم ففي الهند تجد الطبيب والمهندس وأستاذ الجامعة يعبدون البقر، الشرك يدمر عقلية الإنسان ويحرمه من التفكير السليم السديد، كيف يعبدون ما يصنعون كما قال سيدنا إبراهيم مخاطباً قومه في القرآن الكريم: ( أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون).

وبين د.القرضاوي أن الشرك يسحب عقل الإنسان منه فلا يفكر، ومن هنا جاءت النبوات ترد الناس إلى رشدهم وتعيد الإنسان إلى عقله وفطرته ليعبد الله وحده، وكانت معركة طوال التاريخ بين الأنبياء وأقوامهم، فمثلاً سيدنا هود يقول لقومه اتركوا هذه الأصنام قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباءنا..قال لقد وقع عليكم رجس من ربكم وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباءكم ما نزل الله بها من سلطان..أي هذه الآلهة المزعومة مجرد أسماء فهي لا تبصر ولا تسمع ولا تعطي ولا تضر ولا تنفع ولا تخلق ولا ترزق ولا تملك موتا ولا حياة ولا نشروا.

وأضاف: كل الرسل جاءوا لإقرار عقيدة التوحيد وتحرير البشر من الشرك هذه العقيدة التي أضلت الناس كما قال سيدنا إبراهيم: (رب إنهن أضللن كثيرا من الناس)، ثم جاء مُحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة الخاتمة العالمية العامة ليكمل دور الأنبياء جاء بالتوحيد الخالص بعد أن ضلت البشرية عن التوحيد ولم يعد في الأرض حين بعث مُحمد صلى الله علية وسلم أمة خالصة التوحيد حتى الأمم الكتابية.

اليهود هم أمة توحيد وأقربها لذلك ولكنهم حرفوا في الألوهية وفي النبوة وشبهوا الله بخلقه وجعلوا الله عز وجل في توراتهم يجهل ويندم ويحزن ويغار من بعد خلقه والعياذ بالله، وجعلوا رباً لإسرائيل ونحن نقول: ( الحمد لله رب العالمين)..حرف اليهود وبدلوا في حقيقة الله جل وعلا، والنصرانية بدلت التوحيد إلى التثليث وجعلوا الإلهة ثلاثة الأب والإبن والروح القدس، كما قال الله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم).

وشرح د. القرضاوي في خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة قوله تعالى في سورة الناس: ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) قائلاً: رب الناس تشير إلى توحيد الربوبية ملك الناس تشير إلى توحيد الحاكمية وهو الذي يحكم ويأمر ويشرع وحده، إله الناس يشير إلى توحيد الألوهية لا يعبد إلا الله وحده، هذه عناصر التوحيد التي جاء بها الإسلام ليحرر الناس من العبودية لغير الله وحده وهو من أعظم ما جاء به هذا الدين العظيم وهو تحرير الإنسان من العبودية لغير الله، وتحرير الناس من العبودية لذاته وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما: شر إله عبد في الأرض الهوى أن يعبد الناس أهوائهم، يقول سبحانه وتعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله علي علم وختم علي سمعه وقلبه وجعل علي بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله).

ورأى الشيخ القرضاوي أن شر إله عبد في الأرض هو إله الذات والهوى مشيراً إلى أن هناك أيضاً وثنيات كثيرة بالإضافة للوثنيات المعهودة ومنها الدينية العادية التي تملا الأرض معظم الأرض وثنية، وثنية في آسيا وأفريقيا التي تعبد أصناما شتى في الهند، هذه الوثنية الدينية التي أضلت الناس وللأسف بعض المسلمين أصابهم رذاذ منها من هذه الوثنية الدينية الذين يذهبون إلى القبور ويدعون أصحابها ويطلب منهم الشفاء للمريض ويطلب الغنى للفقير والأولاد التي لا تحمل، وكأن هؤلاء الأموات يتحكمون في الكون، بعضهم قال إن بعض الأولياء يملكون الكون بعضهم يقولون في هذه الدنيا أقطاب كل واحد له ربع أحمد البدوي وأحمد الرفاعي وعبد القادر الجيلاني وابراهيم الدسوقي، وهذه خرافات ما أنزل الله بها من سلطان فالأمر كله لله ولا يملك أحد إلا الله وحده التدبير في هذا الكون، فهذه الوثنية الدينية التي نرى مظاهرها مظاهر الشرك أكبره وأصغره عند كثير من الناس، وبجوار هذه الوثنية الدينية توجد وثنية سياسية الذين يقدسون الملوك والأمراء والحكام، فهذه وثنية الخواص وتلك وثنية العوام فوثنية الأعوام يقدسون الأموات ووثنية الخواص يقدسون الأحياء..ووثنية العوام أنهم يذهبون إلى قبور هؤلاء ويستغيثون بهم وهؤلاء يذهبون إلى قصور هؤلاء ويلتمسون منهم النفع والبركة.

ولذلك قال شيخنا أبوالحسن النذوي رحمه الله في مقالة له: يا عباد القبور يا عباد القصور رفقاً بعباد القبور، الإسلام حريص على تحرير الإنسان من كل وثنية سياسية دينية اجتماعية ذاتية يريد للإنسان أن يكون لله وحده: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له).

وأضاف: يقول الله تعالى: (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا) أي عبد له سيد واحد وعبد له عدة سادة واحد يأمره وواحد ينهاه، وعبد له سيد واحد عرف ما يرضيه وما يسخطه فعاش في رضا من نفسه وفي سكينة في روحه، وهذه ميزة التوحيد التي تجعل نفسية الإنسان نفسية سوية غير مضطربة متوازنة، لأنه عرف غايته وعرف طريقه ومن عرف الغاية وعرف الطريق أمن وشعر بالأمن الذي قال الله تعالى فيه: (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون)..

فغير الموحد وغير المؤمن يخاف من كل شيء كما قال الله تعالى: (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا) فيخاف من كل شيء، إنما المؤمنون لا يخافون حتى من الموت فالمؤمن يعلم أن الموت سيأتي في أجله ويعلم أن الرزق مقسوم والأجل معلوم فلا يخاف، ويعلم ما بعد الموت أن هناك حساباً وثواباً وعقاباً وجنة وناراً، ولذلك يقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ)..فالتوحيد يؤدي إلى هذه النفس القوية المؤمنة التي تتوكل على الله ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم، عزيز لا يذل من التجأ إليه وحكيم لا يضيع من وثق بتدبيره.

ولذلك قال سيدنا هود لقومه: ( كيدوني جميعاً ثم لا تنظرون) (إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم)، التوحيد يصنع هذه النفوس المطمئنة المتوازنة السوية التي لا تشعر بقلق ولا كآبة، ودائماً يرى المؤمن بصيص النور ويعلم أن الشمس ستطلع وأن مع العسر يسرا، هكذا يعتقد الإنسان المؤمن، إن التوحيد هو مهمة الإنسان في الحياة، لماذا خلق الله الناس؟ خلقهم ليعرفوه ويعبدوه.
وقال د.القرضاوي: بعض الناس تذكر حديثاً قدسياً فيه: - كنت كنزا خفياً فخلقت الخلق ليعرفوني - وهذا حديث غير ثابت وليس له سند أو أصل.

ولكن معناه في القرآن حيث يقول الله تعالى: (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما)، أي هذا العالم خلق لنعرف الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، فإذا عرفنا الله عبدناه، وهذا معنى الآية: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، وهذه غاية الفرد ومهمته وكذلك الأمة الإسلامية.. فالأمة الإسلامية مهمتها نشر التوحيد وعبادة الله وحده، وهذا ما كان يعمله الصحابة رضوان الله عليهم حينما كانوا يحاربون الفرس والروم ويدعون الناس إلى عبادة الله وحده، وكانوا يعلمون أنهم يقومون بنشر رسالتهم لهداية العالم .

وذكر الشيخ يوسف القرضاوي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عندما يبعث بكتب هداية للأمراء والحكماء كان يختم رسالته بهذه الآية في قوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله)..لا نتخذ الملوك أهل الدنيا أربابا ولا نتخذ الرهبان أربابا ليس هناك رب إلا الله يشرع الناس ويحل لهم ويحرم عليهم عرف الصحابة وكانوا يشعرون أنهم مبعوثون ذلك فلما لقي ربيع بن عامر مندوب سعد بن أبي وقاص إلى رستم قائد قوات الفرس وقال لهم رستم من أنتم ومن الذي أخرجكم من دياركم وكنتم تأتون إلينا ونعطيكم بعض المال، ما الذي جعلكم تأتون وتحاربوننا فقال له ربيع ابن عامر هذا الصحابي الذي لم يدخل مدرسة ولا جامعة إنما تعلم في مدرسة مُحمد صلى الله عليه وسلم: إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ومن ضيف الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

وأوضح د.القرضاوي أن الأمة الإسلامية تستقبل مواليدها بالتوحيد فحينما يولد مولود يأمر الإسلام أن نؤذن في أذنه حتى يسمع هذه الكلمات التي جعلها الإسلام شعارا في الإقامة وفي التشهد والأذان وغيرها " الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله" إلى آخر الأذان حتى يكون أول ما يسمعه المولود، اول ما يطرق أذنه شهادة أن لا إله إلا الله، بها يستقبل الحياة وبها يودع الحياة، آخر ما يسمع الإنسان المسلم وهو على فراش الموت لا إله إلا الله ليخرج من الدنيا آخر ما يسمعه لا إله إلا الله كما كان أول ما سمعه وهو طفل ولا يعقل ما يسمع فأول ما سمعه لا إله الله وآخر ما سمعه لا إله الله.

وختم د.القرضاوي: الإسلام دين التوحيد ومُحمد صلى الله عليه وسلم نبي التوحيد ولقد جاء عليه الصلاة والسلام ليحمي حما التوحيد من كل ما يشوهه أو يكدر صفائه، ولقد منع صلى الله عليه وسلم الحلف بغير الله ومنع النذر لغير الله والذبح لغير الله، ومنع التبرك بالأشجار والأحجار وتعليق التمائم والرقى بغير باسم الله وذكر الله، (من علق تميمة فقد أشرك)، ذلك لان الإسلام يريد لأمة "لا إله إلا الله" أن تعتمد على السنن التي أقامها الله في الكون وعلى شبكة الأسباب والمسببات ولا تعتمد على أسباب خرافية غير تلك التي شرعها الله عز وجل، وبهذا قامت أمة الإسلام الأولى وانتصرت على ممالك الأرض التي كانت أقوى منها عددا وأكثر منها عدة وأعظم منها من الناحية المادية فلم يكن للمسلمين مدنية الفرس ولا حضارة الروم، ولكن كان عندهم "لا إله إلا الله" وبهذا انتصروا وأقاموا حضارة ربانية إنسانية أخلاقية علمت العالم كله أكثر من 8 قرون من الزمان.

مصدر الخبر : محيط
a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=1713&t="قلة أدب"هكذا وصف القرضاوي السخرية من الإسلام وتشويه صورته&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.