عماء البصيرة لم يتوقّف عند المجتمع السياسي التونسي الذي يقف مشدوها امام تطورات الأحداث من حوله محليّا وإقليميا. بل شمل أيضا قوى إقليمية تسعى الى ترسيخ الفوضى في تونس وعدم تقدّم مسارها الانتقالي. فتونس التي تحوّلت وفقا لتقارير إعلامية كثيرة الى ساحة لاستيطان جواسيس من كل القوى المعادية لهذه التجربة الديمقراطية الوليدة هاهي مرّة أخرى في حماية «صلاّحها» كما سبق ان قال رئيس هيئة أركان الجيوش الثلاثة المتقاعد رشيد عمّار. «صلاّح البلاد» وحدهم من جعلوا قوى الشرّ المتخفين خلف صفحات تستهدف تونس تحاول الاستثمار في الحراك الاجتماعي من خلال رفعها شعار «ارحل» في وجه رئيس السلطة التنفيذية. هذه القوى عُمِيَتْ بصيرتها بأخبار ومعطيات وتشخيص خاطئ قدّمه لها عملاؤها في البلاد. فالمراهنة على تحريض الناس على الاحتجاج لم يعد أمرا ممكنا اليوم في تونس. التونسيون يعلمون جيّدا متى يحتجّون وكيف؟ وهم حتما لا يحتاجون الى صفحات مأجورة تترجم غضبهم من الأداء الفاشل للسياسة الاقتصادية والاجتماعية للمتعاقبين على قصر الحكومة بالقصبة وصولا الى حكومة يوسف الشاهد. لا أحد باستطاعته ان يتكهّن متى يمكن لهذا المارد ان يتحرّك وكيف. وحده التاريخ يشهد ان للتونسي خصوصيته التي هزّت عرش حكومات وهدّت عرش دكتاتوريات. وحدهم الاقزام، من عملاء ومتواطئون، من لا يعلمون ذلك والقزم هو مصطلح يطلق على أي شيء كان حجمه أصغر بكثير من الحجم الطبيعي.