يواصل الشيخ محمد المختار السلامي تفسير الآيتين الكريمتين 21 و22 من سورة البقرة فيقول: عجبا كيف يعميهم ماهم سادرون فيه من غفلات فينصبون قوى وهمية، يطلبون منها عونا أو قضاء أمر، أو يتقربون إليها إستدرارا لعطفها عليهم ورضاها عنهم! رغم أن شواهد العقل تنفي نفيا قاطعا أن يكون الله مساوٍ أو شريكا يعطي أو يمنع أليس الشرك بعد التأمل في ذلك بمقتضى الفطرة لا يليق بمن يدٌعي أن له عقلا ؟ «وإن كُنتُم في ريب ممّا نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله، وأدعوا شهداءكم من دون الله إن كُنتُم صادقين» بيان معنى الألفاظ الريب: الشك عبدنا رسول الله محمد ﷺ سورة مجموع آيات من القرآن تكون وحدة بينها تفتتح بالبسملة إلا في براءة ( التوبة ) مثله: مشابه مساوٍ شهداء: جمع شهيد يراد منه النصير، وهو في الآية آلهتهم أما في بيان المعنى الأجمالي فيقول: إذا كان الإشكال الذي يعترضكم، هو شككم في أن صاحب الرسالة محمدا ص مبعوث من عند الله، فتأملوا في الوحي الذي أيد به تأملوا في القرآن، إنكم قد رزقتم قوٌة في البيان، وفصاحة وبلاغة تتصرفون بها في مختلف الأغراض، وتأتون بالنسيج البديع، وهذا القرآن من جنس الكلام الذي تدعون أنكم حزتم فيه قدم السبق، وطوعتموه لمختلف أغراضكم فأتوا بسورة لها مثل بلاغة القرآن، وأستعينوا بآلهتكم التي تدعونها لنصرتكم حسب زعمكم . ويقول في بيان المعنى العام : ﴿وإن كُنتُم في ريب ....إن كُنتُم صادقين﴾ من لطف الله بعباده أنٌه يساعدهم على الإيمان، فبعد أن لفت أنظارهم إلى خلق أنفسهم وخلق الارض والسماء، وتنظيم العلاقة بينهما وبين الإنسان .ذلك التنظيم المحكم الذي أحصى كل كبيرة وصغيرة وأنتظم الكل، وهو ما لا يستطيع من له أدنى مسكة من عقل أن يرتاب في أن الجميع من خلق الله وتقديره تبعا لعلمه الشامل الباقي.