سنيا المؤدب، نور الدين بن عياد، جعفر القاسمي رضا بوقديدة، وحيدة الدريدي، دليلة المفتاحي، كمال التواتي ونعيمة الجاني وعاطف بن حسين ، سعد الكثير عندما علموا بظهورهم في برامج رمضانية لغياب العديد منهم من جهة ولإبداعهم التمثيلي من جهة أخرى والذي سجلته أعمال كثيرة دخلوا بها قلوب الجماهير وحفروا من خلالها أسماءهم في سجل الذاكرة الإبداعية التونسية ولكن بمجرد متابعة السلسلات التي ظهروا فيها إمتلكت المتفرج خيبة ظن اشتدت بسبب تواجد نجومهم يجسمون أشباه أعمال راهن فيها أصحابها على أسماء هؤلاء المبدعين ولكن الخطاف لا يصنع الربيع بمفرده والعمل الكوميدي أو الدرامي هو كل متكامل يرتكز بالأساس على النص وهو المتهم الرئيسي في مختلف هذه الأعمال الضحلة ولعل المسؤول الأول عنها من اختارها بدءا بمسلسل"أولاد مفيدة"والذي مثّل"مستنقعا" للمَشاهد اللاأخلاقية والغير مبررة حتى فنيا وللتعابير المبتذلة و"تحريضا"على ممارسات سلبية قد يتأثر بها من يتابعه من أطفال وشباب، في وقت ضحّت مجموعة من الممثلين أمثال وحيدة الدريدي وفتحي الهداوي بمسيرتها مقابل هذه النسبة من المشاهدين والتي وجب تحليلها سوسيولوجيا، مسلسل "شورب" لم يخرج بدوره عن إطار العنف والإنحراف وسطحية الخطاب وتوجيه النص إلى تمجيد شخصية من المفروض أن تحفظ ولا يُقاس عليها وإن انسحب منه بعض الممثلين احتجاجا على مضمونه فإن آخرين مثل عاطف بن حسين قبل المشاركة رغم مبادئه! ،إلى جانب سلسلات صُنّفت بالكوميدية اعتقد القائمون عليها أن بتوفير أسماء كوميدية معروفة سيضمنون جانب الإضحاك على الأقل ،ولكن طغى الإستسهال على نصوصها بما تضمنته من كليشهات مبتذلة وقوالب مسقطة وصلت بعضها حد التهكّم من أصحاب العاهات وسكان الأرياف وانحرفت عن فن الكوميديا والذي للأسف يُدَرِّسَه المسرحي رضا بوقديدة الذي برز في أداء وعمل ضحْليْن في "قسمة وخيان"،وَدرَسه جعفر القاسمي وغيره وتمرّس به نور الدين بن عياد ونعيمة الجاني ولكن كلهم ألقوا بأنفسهم في فوهة استمرارية الشهرة مقابل المتاجرة بالرسالة الفنية -التي نشؤوا عليها- والتغافل عن مسيرة جاهدوا من أجل بنائها ولكنهم اليوم بصدد تهديمها.