رغم انه لن يشارك بشكل مباشر في الاستحقاقات الانتخابية القادمة الا ان أنظار المراقبين والسياسيين تتجه بقوة نحو الاتحاد العام التونسي للشغل صاحب التأثير الاجتماعي والسياسي الكبير على الساحة ... تونس الشروق في كل المناسبات اكد الامين العام للمركزية النقابية نورالدين الطبوبي ان الاتحاد لن يقبل ولن يسمح بتأجيل وتغيير موعد الاستحقاقات الانتخابية في الوقت الذي ترتفع فيه بعض الأصوات لتتحدث عن التأجيل والجميع يدرك ان هذه الدعوات تأتي لمصلحة بعض الأطراف السياسية التي ادركت انها تعيش مأزقا صعبا لا يمكن الخروج منه الا بتأجيل الاستحقاق الانتخابي ... مراقبة ليس خافيا ان بعض الأطراف عبرت سرا وعلانية عن قلقها وانزعاجها من اعلان الاتحاد عن تجنيد الاف النقابيين لمراقبة مكاتب التصويت وكل مراحل الانتخابات الى جانب ترشح النقابيين لرئاسة مكاتب الاقتراع وهذا القرار فيه الكثير من الإشارات الهامة لكل الأطراف السياسية والحزبية وخاصة تلك التي كانت تعتقد انها لاتزال تتمتع بمساندة شعبية وبقدرة كبيرة على المناورة ... ومراقبة النقابيين للانتخابات يعني ان بعض الأطراف ستخسر قدرتها السابقة على توجيه الناخبين وهو ما حدث في الاستحقاقات السابقة ... مراقبة الاتحاد للانتخابات ستعطي مصداقية اكثر للعملية وستجعله اكثر تأثيرا في اللعبة السياسية رغم انه لن يشارك فيها بشكل مباشر ... يبدو الامين العام نورالدين الطبوبي متمسكا اكثر من اي وقت مضى بدعوة التونسيين الى التسجيل في الانتخابات وهو يدرك ان التغيير لن يكون هذه المرة الا بالانتخابات وصناديق الاقتراع وقطع الطريق عن الفاشلين أو كما يسميهم الطبوبي بالمراهقين السياسيين ... يعيش التونسيين في السنوات الاخيرة صعوبات مادية واقتصادية كبيرة الى جانب ارتفاع كبير في منسوب الاحتقان الاجتماعي وتدهور الأوضاع في الجهات الداخلية التي ارتفع فيها الغضب .... برنامج التوازنات الانتخابية لن تتغير فقط بوجود الاف النقابيين لمراقبة مكاتب التصويت بل أيضا بإعلان الاتحاد عن تقديم برنامج اقتصادي واجتماعي سيكون هو الأضخم والأهم في البرامج التي قدمت على مدى تاريخ الدولة المستقلة ... وبكل وضوح أعلنت المركزية النقابية انها ستدعم بقوة كل من يعلن استعداده لتبني البرنامج الاقتصادي والاجتماعي والالتزام به وهذا الموقف سيزعج الكثيرين واولهم الأطراف التي تسعى الى ان تبقى في السلطة وتنجح في الانتخابات القادمة ... من المنتظر ان يعلن عن البرنامج الاقتصادي والاجتماعي للاتحاد وتفاصيله قبل الانتخابات والمصادر تؤكد انه سيشخص بكل دقة الإشكاليات والصعوبات وسيطرح الحلول في الوقت الذي تهيمن الخلافات والصراعات على الأحزاب السياسية لتبقى بعيدة عن واقع التونسيين الصعب .... توازنات جديدة في الساحة السياسية بعد الانتخابات القادمة سيكون الاتحاد العام التونسي للشغل طرفا فاعلا فيها ...