شحّت المراجع التاريخية حول هذه المدينة المنجمية إلا ما ذكر من إشارات عابرة في المسالك والممالك للبكري مفادها أن هذه المنطقة كانت تسمى قديما قصر الديك وتقع على الطريق بين سبيبة والجريصة والتي كانت تسمى (مجانة) في اتجاه قلعة سنان (قلعة السكة) ويبدو من خلال تسميتها أنها كانت محمية بقلعة تشرف على السهول الممتدة حولها وعلى ضفاف وادي سراط وهذا في القرن الخامس هجري.أما زمن الاستعمار فقد كانت تسمى القلعة الجرداء ويبدو أن هذا الاسم متأت من كونها تقع على مرتفع كان غنيا بالفسفاط وكثير الملوحة بما جعلها أجرد من النبات والشجر. ومن عادة القدامى تسمية المواقع بصفاتها الظاهرة. ولما جاء الاستقلال سميت بالقلعة الخصباء وهي الصفة التي تناسبها إذا نظرنا اليوم إلى ما يحيط بها من الأراضي الخصبة والسهول الممتدة ولا سيما في منطقة سيدي احمد الصالح الغنية بمياهها العذبة وبساتين الغلال وكروم العنب المتميّزة.ومدينة القلعة الجرداء تأسست حول منجمها للفسفاط زمن الاستعمار وكان يشغل المئات ويبعث من حوله حركية اقتصادية واجتماعية ظلت متواصلة حتى ستينيات القرن الماضي ثم تضاءل الإنتاج والنشاط وتحولت المدينة المنجمية إلى مدينة فلاحية تسعى إلى امتلاك موارد رزق جديدة خاصة بعد توفر المياه لري المزروعات والأشجار المثمرة هذا إلى جانب تربية الماشية.