تونس (الشروق) ولدت الأميرة التونسية الخالدة في أذهان التونسيين «عزيزة عثمانة» سنة 1606 بتونس وتوفيت سنة 1669 عن سنّ تناهز 63 عاما ودفنت بمقبرة العائلة والأميرة «العزيزة» على شعبها ووالدها ذات أُصُول تركية عثمانية وهي بنت أبي العباس أحمد بن محمد بن عثمان داي الذي حكم البلاد التونسية. وعرفت هذه السيدة الفاضلة بجمال خلقها وأخلاقها وبذكائها اللاّفت الذي تميزت به على بنات «بلاطها» وجيلها ونشأت في أجواء إسلامية فحفظت القرآن الكريم وتلقّت العلُوم الدينية على خيرة الأساتذة الأجلاء فتقرّبت للخالق الأعظم بوافر العبادة والتقوى والورع الطاهر وتجنبت حياة الترف بقصرها وطبقتها «وآستكمالا» للفرائض الإسلامية الساميّة تحدّت الأميرة «عثمانة» مخاطر البحر والبرّ في عهدها وأدّت مناسك الحجّ وبالعودة لبلاد الأجداد أطلقت أياديها الكريمة للخير بشراء وعتق الأسرى والعبيد إعلاء لفضائلها الإنسانية وذاع صيت « الأميرة الحاجّة» بعطفها السخيّ على الفقراء والمُعوزين والمرضى والمشردين ووظفت عائدات أملاكها من العقارات لإقامة عديد المشاريع الخيرية لعلّ أهمّها مستشفى عزيزة عثمانة بتونس العاصمة لتخفيف الاوجاع عن شعبها وللإقتراب من مرضاة الله تعالى فحازت «أم الخير» النافع على رفعة الحُضوة لدى شعبها وبوفاتها خسرت البلاد أميرة تجاوزت ضوابط البلاط بالتواضع في خدمة «المعدومين» بإخلاص بعيدا عن المنّ فلقت في مماتها خصوصا الحزن الأكبر على رحيلها من قبل «الرعية» الوفية وإكبارا لمسيرتها الناصعة وجليل أعمالها المُحسنة أُطلق إسمها على عديد الشوارع بعدّة جهات بالبلاد التونسية تخليدا للأثر والعَلَم العالي المقام.