بمناسبة شهر رمضان المبارك تفتح جريدة الشروق كما عوّدت قراءها الأوفياء نافذة على الفكر الأصلاحي التنويري في تونس ليكتشف القارىء وخاصة من الشباب التونسي أرث بلادهم الكبير في مجال الأصلاح والتنوير لتعميق صلتهم بتراثهم وأرثهم الأصلاحي.رائدة الحركة النسوية والخيرية في تونس ولدت سنة 1606 والدها ابو العباس احمد تربت على القيم الاسلامية وكانت تتمتع بجمال فاتن وبرز ميلها الى الادب والعلوم والفقه في سن مبكرة تزوجت من ضابط من حماية والدها اسمه مراد باي وعاشت في قصر فيه الكثير من الخدم الذين كانت تحسن اليهم وترعاهم . سافرت الى الحجاز لاداء مناسك الحج ورافقها في سفرها عدد كبير من خدمها اعتقتهم بعد عودتها من الحج كما وزّعت الكثير من الهبات على الفقراء الذين التقتهم في الطريق او في الحجاز واوقفت كل نشاطها على فعل الخير وتخلت بموجب وصية مكتوبة عن كل املاكها من اجل الفقراء والمحرومين ومن بين ما كانت تقوم به وهو ما واصلته ابنتها فاطمة بعدها تجهيز الفتيات للزواج وختان اطفال الفقراء وتقديم الفدية لانقاذ المختطفين من القراصنة كما اسست مستشفى في نهج العزافين في بداية الامر وتم نقله فيما بعد الى القصبة وهو المكان الحالي لمستشفى عزيزة عثمانة. وكانت عزيزة عثمانة تطمح بعد وفاتها الى ان تدفن في ضريح سيدي بن عروس لكن لم تتمكن من الحصول على الموافقة في ذلك فاستغلت احد بيوت زنقة الشماعية الى تربة دفنت فيها قريبا من ضريح الولي الصالح احمد بن عروس . السيرة العطرة لعزيزة عثمانة لم تلق اهتماما كبيرا من المؤرخين اذ اشار لها ابن ابي دينار في كتابه المؤنس في تاريخ تونس وابن ابي الضياف في كتابه اتحاف اهل الزمان لكن اشارتهما كانت قصيرة موجزة قبل ان يهتم بها حسن حسني عبدالوهاب في كتابه شهيرات التونسيات . وتوفيت عزيزة عثمانة سنة 1669