تعرف مدينة سوسة حالة من الاكتظاظ المروري وفي نفس الوقت نقصا في مآوى للسيارات والتي قد تخفف من وضعيات وقوف سيارات عقدت الوضع خاصة وقت الذروة. «الشروق» مكتب الساحل: في المقابل توجد بالمدينة بعض المساحات التي تُستغل كمرابض ولكن تعرف عدّة إشكاليات وتجاوزات أثارت استياء وتذمر أصحاب السيارات. واشتكى عبد الرزاق الكناني من حارس مأوى مواجه لمحطة القطار قال إنه يضع «بادج» مكتوب بخط اليد وعندما يرفض المواطنون خلاصه يمنع صاحب السيارة من الخروج ويتفوه بألفاظ نابية. اما سمير الذي يشتغل بإحدى المؤسسات القريبة من باب جديد فقال إنّه يتجرّع الأمرّين يوميا في التعامل مع المشرفين على مأوى السيارات بباب جديد، من حيث تدني المستوى الأخلاقي والغلظة في التعامل مع الحرفاء. تجاوزات وتذمّر... تواجه النساء حرجا مضاعفا في التعامل مع هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء على مآوى السيارات، وقالت سناء إنّها تضطرّ إلى التعامل بلطف معهم حرصا على سلامتها وتأمينا لسيارتها إلى حين قضاء شؤونها والعودة لتسلّم سيارتها. وقد رفض كثير من المواطنين الإفصاح عن أسمائهم، وأكّدوا أنّ هذه المعاناة يومية داعين إلى ضرورة حدّ لهذه التجاوزات. واشتكى هؤلاء من المعاملة السيئة التي يلاقونها من الأشخاص المشرفين على هذه المآوى والتي وصلت في العديد من المرات إلى حد العنف اللفظي والجسدي كما تذمروا من الأسعار غير المحددة التي يطلبونها إضافة إلى حالات من التحيل من أشخاص آخرين يدعون أنهم مكلفون من البلدية بتسيير شؤون هذه المآوى واستخلاص ثمن إيواء السيارات ولكنهم محتالون، إلى جانب أنهم يشعرون أن سياراتهم في وضعية غير مُؤمّنة خاصة أمام حدوث حالات سرقة حسب تأكيدهم. السياح الجزائريون وأزمة المآوى ومع اقتراب حلول الموسم السياحي تتضاعف المخاوف من أن يسبب توافد آلاف السياح من الجزائريين خصوصا، مشكلا حقيقيا، حيث تغيب المآوى المنظمة عن معظم الإقامات والوجهات السياحية التي يقصدها الجزائريون، الذين يأتي أغلبهم عن طريق البرّ صحبة سياراتهم، مما يخلق حالة اختناق مروري في ساعات الذروة وفي محيطات المناطق السياحية ويسبب مشكلا تنظيميا وربما أمنيا بسبب أزمة نقص المآوى المنظمة. وقد سبق أن اشتكى سياح جزائريون قدموا إلى سوسة من هذا الإشكال، وتذمروا من تعرّضهم للابتزاز من أشخاص يدّعون الإشراف على مآوى السيارات القريبة من الإقامات الشاطئية خصوصا، دون وجه حقّ. البلدية تتدخل... لتوضيح هذه المسائل اتصلت «الشروق» بالكاتب العام لبلدية سوسة مكرم شويخ الذي أكّد هذه التشكيات مضيفا أنّ «المأوى الوحيد للسيارات القانوني في كامل أنحاء بلدية سوسة أي الذي يخضع للزمة هو مأوى سور «باب الجديد» يبدأ بعد محطة التاكسيات الجماعي المنستير والساحلين والوردانين إلى سوق «برج رشيد» أو ما يعرف بمرشي «باب الجديد»، وبلغنا أن صاحب اللزمة الذي تعاقدنا معه لم يطبق شروط التعاقد حيث هناك عدم التزام بالتعريفة إلى جانب تجاوزات أخرى وسندعوه قصد تنبيهه وإن لزم الأمر سحب الترخيص منه». وأضاف أنّ «بقية المساحات هناك من يدعي أنها قانونية وأنه متعاقد مع البلدية ويتقاضى أموالا مقابل خدمات ذلك المأوى مثل المساحة المواجهة للمركز الثقافي «محمد معروف» بسوسة وغيرها في مختلف الأنحاء التابعة لبلدية سوسة فذلك يندرج في خانة التجاوزات وعلى المواطن أن ينتبه إلى ذلك». دراسات بخصوص تفكير بلدية سوسة في استغلال هذه المساحات وغيرها وتنظيمها قال شويخ «نحن بصدد تفعيل دراسات لخلق مآوى سيارات مناسبة منها على الطريق السياحية خاصة بالحافلات السياحية وأخرى وسط المدينة مثل المعهد القديم ل «باب الجديد» أو ما يعرف بمعهد «أناكس» حيث اتفقنا مع الطرف المعني بالتراث على إبقاء واجهته وهدم الباقي لاستغلاله كمأوى سيتسع لعدد كبير من السيارات وسيحل مشكل الإكتظاظ وسط المدينة إلى جانب التفكير في مساحات أخرى». وأكّد شويخ أنّ البلدية قطعت شوطا مهما في الدراسات من أجل تهيئة وإحداث مآوى في مناطق أخرى من مدينة سوسة تشهد ازدحاما كثيرا خاصة في الموسم الصيفي». وتنتشر مظاهر المرابض غير القانونية في مناسبات الأسواق أو التظاهرات الفنية والرياضية إضافة إلى الموسم الصيفي أمام الشواطىء وغيرها وتساءل بعض المواطنين «من يحمي هؤلاء «المتحيلين»؟ خاصة أنهم يمارسون «نشاطهم» على الملأ ولمدة سنوات متتالية».