لا شك ان ذاكرة كرة اليد في صفاقس في تونس لن تنسى بسهولة الانجاز التاريخي والمستحق الذي صنعه نادي ساقية الزيت في قاعة رادس عشية يوم السبت 8 جوان. تتويج نادي ساقية الزيت فيه من العبر الشيء الكثير لانه ببساطة كذّب كل التكهنات المسبقة وأكد ان المباريات لا تكسب الا على الميدان واثبت ان العزيمة والتحدي والثقة في النفس عناصر قد تجعل اللاعب قادرا على تحقيق نتائج تبدو مستحيلة. لاعبو الساقية والاطار الفني آمنوا بحظوظهم الى آخر ثانية من المباراة ونجحوا في تحقيق «المستحيل» و قلب الطاولة على الترجي فريق النجوم الذي يضم منتخبا بأكلمه . الساقية استغلت الافراط في الثقة والغرور من طرف الترجي الذي لم يكن يتوقع ان جد منافسا يقاتل على الميدان بزاد بشري محدود جدا فالساقية بقيادة مدربها اشرف المصمودي لعبت اللقاء تقريبا بسبعة او 8 لاعبين وهذا في حد ذاته نجاح لا يمكن لأي فريق ان يحققه ما يزيد من قيمة التتويج. سباعي من ذهب كسب نادي ساقية الزيت مباراة النهائي بفضل الجاهزية الكبيرة التي اظهرها السباعي الاساسي ونقصد لاعب الدائرة غازي مميش ابن المنزه الرياضي والذي مرّ بالنادي الافريقي دون ان يجد حظه او حتى من يؤمن به لينتظر مباراة النهائي ويبرز كاحسن لاعبي الدائرة في تونس وأيضا زبير السايس الساعد القوي والذي لعب 60 دقيقة كاملة بين الدفاع والهجوم والذي هرب هو الآخر من «جحيم» النادي الافريقي وارتمي في حضن «الصفاقسية» اين وجد التبجيل وقدّم اضافة كبيرة للفريق في الوقت الذي عانى فيه الافريقي كثيرا من غياب لاعب بخصاله. السباعي يضم كذلك اشرف المرغلي اللاعب الذي اكتشفه نادي ساقية الزيت هو واحد من احسن السواعد اليسارية في تونس بل انه مستقبل المنتخب في مركزه ودون شك هو قادر على حمل المشعل عن بنور او اللعب معه حاليا في المنتخب والذي قدم مباراة العمر وكان رجل الشوط الثاني بامتياز وبنسبة نجاح قياسية وعالية جدا بلغت 6 تسديدات عجز الدريسي والبدوي عن صدها كانت حاسمة ليؤشر على تقدم فريقه وهروبه في النتيجة . تألق أيضا محمد امين بن غانم وفرض نفسه كأحد نجوم النهائي وكان فعلا منسقا رائعا ومنسجما وموّل زملاءه في الهجوم بعديد الكرات والوضعيات المناسبة للتهديف كما تولى بدوره تسجيل 5 اهداف كاملة في النهائي ليؤكد ان عدم قبوله في الافريقي من طرف احد المدربين المعروفين كان قرارا يدل عن عدم معرفة وجهل بقيمة هذا اللاعب الصاعد. ولم يكن الجناح فاخر الواد اقل تركيزا من زملائه بل انه فرض نفسه كأحسن ما يكون وكان هداف الساقية (8 اهداف) وهي أهداف حاسمة كما تميز الحارس الهادي الغضاب بصد عديد الكرات ايضا وأمّن تقدم فريقه وخاصة بتصديه لرمية 7 امتار التي سددها البوغانمي والتي كانت منعرج اللقاء وفضلا عن هؤلاء نذكر الجناح الايمن جمال نجاح الذي لم يقدم المستوى الذي عرف به دائما الا انه سجل 3 اهداف وساعدزملاءه في الدفاع ايضا. استحقاق المصمودي دون شك صنع اشرف الصمودي التاريخ وقدم نفسه ضمن المدربين الصاعدين كيف لا وقد تفوق على «الخبير» نجيب بن ثاير وشلّ كل اسلحته الفتاكة . المصمودي كان مساعدا لسيد العياري وواصل العمل بعد رحيله بفضل الثقة التي وجدها من الرئيس صابر بلغيث ومحمد القلال احد رجال الخفاء الذين يعملون في صمت ولكن بصمتهم واضحة في الفريق. فرحة ومنحة ملكية عمت الفرحة مدينة صفاقس كيف لا وقد عاد فريق السيدات ونادي ساقية الزيت بلقبي الكأس على حساب كبيري العاصمة الترجي والافريقي وقد اكد صابر بلغيث انه عند وعده للاعبيه وسيسلم كل لاعب مبلغ 5 الاف دينار بعنوان منحة التتويج.