يبدو شهر ديسمبر دائمًا أطول من بقية الشهور، ويرجع ذلك إلى أسباب علمية ونفسية بالإضافة إلى بعض العوامل الثقافية والاجتماعية. فهو آخر شهر في العام، وعندما يقوم الناس بمراجعة أحداث العام الماضي والتخطيط للسنة الجديدة، يتركز ذهنهم على الوقت والإنجازات، مما يعطي شعورًا بتمدد الزمن. قلة ضوء النهار في ديسمبر، تكون الأيام قصيرة والليالي طويلة، مما يجعل الدماغ يشعر بالبطء. الضوء الطبيعي ينظم الساعة البيولوجية للجسم، ومع نقصه يبطئ إحساسنا بالوقت ويزيد من شعورنا بالثقل والملل. الضغط النفسي والتحضيرات مع اقتراب الأعياد ورأس السنة، يتعرض الناس لضغط التخطيط، والتسوق، وإنجاز المهام قبل نهاية العام. هذا الضغط النفسي يجعل كل يوم يبدو أطول، وحتى الأعمال اليومية تبدو أكبر وأكثر استهلاكًا للوقت. الذكريات والمقارنة ديسمبر هو وقت تقييم العام والمقارنة بين ما تحقق وما لم يتحقق، مما يزيد شعورنا بأن الأيام تتحرك ببطء. فتركيز الدماغ على الأحداث المهمة يجعل الوقت النفسي مختلفًا عن الوقت الفعلي، ومن هنا يأتي شعورنا بطول الشهر. باختصار، الشعور بطول ديسمبر ناتج عن تداخل عوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية تجعل دماغنا يدرك الوقت بطريقة مختلفة عن باقي الشهور، وهذا شعور طبيعي يشترك فيه كثير من الناس حول العالم.