يعيش أحباء النادي الصفاقسي منذ أيام فرحة الترشح للدور النهائي لكأس تونس لكرة القدم وعاد أمل التتويج بلقب محلي ينقذ به الفريق موسمه الرياضي 2018-2019 يتفق الجميع أن الهيئة المديرة برئاسة المنصف خماخم قد استجابت لطلب الأحباء بالتعاقد مع ممرن أجنبي وأعادت الممرن الهولندي كرول ومنحته امتيازات مادية وأدبية لم يكن يحلم بها بالرغم من فشله مع جميع الأندية منذ مغادرته للنادي الصفاقسي سنة 2013 بطريقة فيها الكثير من الإساءة لتاريخ الجمعية . الممرن « رود كرول « خذل خماخم في أكثر من مناسبة إلى أن تم إغلاق ملفه نهائيا بعد أن غادر عاصمة الجنوب من الباب الصغير حيث فشل في التتويج بأي لقب هذا الموسم ، وما أثار غضب الجمهور أن انسحاب النادي الصفاقسي من المسابقات العربية والقارية يتحمل مسؤوليته الإطار الفني ، حيث كانت مباريات الذهاب دائما لفائدة زملاء علاء المرزوقي لكن» فلسفة» كرول هي التي كانت وراء الخروج المرّ في مباريات الإياب. ففي مسابقة دوري أبطال العرب ، عاد الفريق من العراق بنتيجة التعادل الإيجابي بهدف من الجهتين لكنه عجز عن الترشح للدور المقبل إثر تعادله بهدفين من الجهتين في لقاء الإياب . وكان كرول وراء صدمة الانسحاب من الدور النصف النهائي لكأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم أمام نهضة بركان المغربي حين فاز عليه في مباراة الذهاب بملعب الطيب المهيري بهدفين لصفر لكن كرول هدم ما أنجزه الجميع حين طلب التنقل للمغرب قبل أسبوع تقريبا من يوم المباراة ليتعرض الفريق إلى صعوبات على جميع المستويات أثرت سلبيا على تركيز اللاعبين ومعنوياتهم وكان هذا الاختيار الفاشل آخر مسمار يدق في نعش العلاقة بين كرول والنادي الصفاقسي . وقدم الفريق تحت إشراف الممرن المؤقت فتحي جبال مردودا رائعا وترشح للدور النهائي لكأس تونس في مباراة بطولية أمام الترجي الرياضي بعد تحرر اللاعبين من الضغط المسلط عليهم من طرف الإطار الفني الذي فرض إجراء التمارين أمام أبواب مغلقة وحرم اللاعبين من متعة التواصل مع الجمهور ووسائل الإعلام . وللسياسة نصيب من الخذلان لم يكن المنصف خماخم بارعا في كواليس السياسة ، لذلك حافظ على فلسفته الخاصة في التسيير وأغلق الباب أمام كل من حاول توظيف الجمعية لأغراض حزبية ضيقة. وبالرغم من ترشحه على قائمة حركة نداء تونس في الانتخابات البلدية إلا أن الفريق بقي في منأى عن كل التجاذبات السياسية وهو ما يؤكده جمهور «السي آس آس «. ودفع النادي الصفاقسي جراء ذلك الفاتورة غالية حين تخلى عنه ما يسمى برجالات النادي الذين يسيرون تحت غطاء سياسي للأحزاب الحاكمة وفي مقدمتهم المنصف السلامي وبسام الوكيل ... وعادة ما يظهر هؤلاء في بعض المحطات بملعب الطيب المهيري لاستقطاب وسائل الإعلام خدمة لأجندات حزبية ومحاولة استغلال كل أزمة يمر بها الفريق للتعبير عن استعدادهم لتقلد دواليب التسيير في صورة تخلي خماخم عن مهامه . ولم يكن الدعم المادي من طرف رجالات النادي هذا الموسم في مستوى التطلعات ، وجاء الردّ واضحا من طرف خماخم بأنه اختار سياسة تخليص خزينة الجمعية من الديون المتراكمة وتجنب النفقات الإضافية في المستقبل ورفض تدخل أطراف سياسية في شؤون الجمعية وهو ما جعله يحظى بدعم جماهيري خلال المواسم الكروية الفارطة . الجريء يخذل السي آس آس لن يعود أحباء النادي الصفاقسي كثيرا إلى الوراء للحديث عن خذلان وديع الجريء ومن ورائه المكتب الجامعي لكرة القدم لفريقهم جراء توتر العلاقة مع رئيس الجمعية المنصف خماخم ، فالجريء واصل سياسة الكيل بمكيالين في تعامله مع الفريق وهو ما يؤكده الشارع الرياضي بعاصمة الجنوب حين واجه وفد السي آس آس متاعب بالجملة في رحلته إلى المغرب لمواجهة نهضة بركان . وكانت الأسبقية مريحة في مباراة الذهاب وأمل الترشح لنهائي « الكاف « كبيرا لكن غياب أي ممثل عن المكتب الجامعي فسح المجال أمام مسؤولي كرة القدم بالمغرب لخلق متاعب بالجملة لزملاء علاء الدين المرزوقي ولينسحب الفريق بمرارة وعجز معز المستيري عضو مكتب الرابطة المحترفة لكرة القدم عن تفادي المأساة . وقوبلت محاولة الجريء للوقوف إلى جانب الفريق أثناء مثوله أمام لجنة التأديب بالإتحاد الإفريقي لكرة القدم -على إثر الأحداث التي جدت في مباراة نهضة بركان المغربي – بكثير من اللامبالاة واعتبرها الجميع مسرحية سيئة الإخراج . فالجريء افتقد إلى الحنكة والموضوعية في تعامله مع النادي الصفاقسي باعتباره يمثل الكرة التونسية بقطع النظر عن علاقته برئيسه خماخم ، كما واصل سياسة التعيينات المشبوهة للحكام لإدارة مباريات النادي الصفاقسي بالرغم من رفض الهيئة المديرة لها في أكثر من مناسبة . هل ينصف التاريخ خماخم ؟ ما يحسب لجماهير الأبيض والأسود تشجيعهم لمختلف الفروع وساد ارتياح كبير في الشارع الرياضي بصفاقس إثر تتويج فريق كرة الطائرة النسائية بثنائي الكأس والبطولة والبطولة العربية إضافة إلى تتويج كرة السلة النسائية بلقب البطولة إلى جانب تتويج أصناف الشبان في بقية الرياضات بألقاب عديدة ... ويبقى الأمل قائما بإمكانية التتويج بكأس تونس لكرة القدم أمام النجم الساحلي لإنقاذ الموسم الكروي 2018-2019 . ويبدو أن المنصف خماخم واثقا بنسبة كبيرة من الفوز وهو ما تؤكده منشوراته على صفحته الرسمية « بالفايس بوك « التي جعلها فضاء للرد على منتقديه وخاصة في حربه ضد رئيس الجامعة حين نشر أياما قليلة قبل مباراة نصف النهائي للكأس أمام الترجي الرياضي رسالة تضمنت « اخبروا من أغلق الأبواب في وجهي أني سأعود وأشتري المبنى كله « كما وجه رسالة إلى معارضيه « أقبلونا كما نحن أو أتركونا كما نحن « وهو ما يكشف تشبثه بسياسته في التسيير وقناعته في ما يقوم به وبداخله قناعة راسخة أن زملاء نسيم هنيد لن يخذلوه يوم 17 أوت المقبل . خماخم ينتظر نهاية موسم كروي هو الثالث له على رأس الهيئة المديرة دون أي تتويج محلي أو قاري في فرع كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى ، فهل ينصفه التاريخ ويقتلع الأميرة بعدما خذله من يملك خيوط اللعبة جراء فلسفته في تسيير نادي عاصمة الجنوب ؟