مثل موضوع قطاع الفسفاط واستدامة التنمية بجهة قفصة محور ندوة نظمها بقفصة التحالف التونسي للشفافية في الطاقة والمناجم بالتعاون مع معهد حوكمة الموارد الطبيعية وذلك بحضور وسام الهاني مدير برنامج تونس لمعهد حوكمة الموارد الطبيعية الذي اكد في افتتاح الندوة على اهمية المضي قدما في معالجة مختلف الاشكالات التنموية والبيئية والمجتمعية ذات العلاقة بقطاع الفسفاط بجهة قفصة وتعاون مختلف الاطراف ذات العلاقة على التوصل الى المقاربات الناجعة التي تعزز حوكمة القطاع ومردوديته الاقتصادية وتعود بالنفع على ابناء الجهة في اطار تفعيل المسؤولية المجتمعية لشركة الفسفاط. وفي مداخلة له في هذه الندوة اهتمت بتقييم منظومة حوكمة قطاع المناجم وشركة فسفاط قفصة حسب المعايير الدولية اشار شرف الدين اليعقوبي عضو الجمعية التونسية للمراقبين العموميين والمنسق الوطني للتحالف التونسي للشفافية في الطاقة والمناجم الى جملة من المشاغل لها علاقة بالقطاع منها غياب البيانات المفتوحة في احتياطي الفسفاط وحجم الانتاج ومداخيل الشركة وقيمة التحويلات الموجهة لفائدة الدولة من شركة الفسفاط وتحدث السيد شرف الدين من جهة أخرى عن حوكمة قطاع الفسفاط مشيرا الى انها ضعيفة جدا بالمقارنة مع المؤسسة المنتجة للفسفاط بالمغرب على سبيل المثال رغم ان فسفاط قفصة اقدم من المؤسسة المغربية واعتبر اليقعوبي ان وجود الادارة العامة للشركة في العاصمة هو أحد مظاهر ضعف الحوكمة مؤكدا ان وجود الادارة بقفصة فضاء الانتاج أفضل للقرب من مشاكل الشركة ومعالجتها بنجاعة واعتبر ان تحسين الحوكمة بشركة الفسفاط اكثر من ضروري حتى تكون مثالا يحتذى باعتبارها قاطرة حيوية للتنمية بالجهة. وفي سياق متصل اهتم توفيق عين عضو جمعية الحوض المنجمي للاستثمار والتنمية والمنسق الجهوي للتحالف التونسي للشفافية في الطاقة والمناجم بقفصة في مداخلة له حول اثار قطاع الفسفاط على الموارد المائية والفلاحة بالحوض المنجمي بمشكل تراجع الموارد المائية المتاحة بقفصة ومناطق الحوض المنجمي سواء للشرب أو للفلاحة بحكم استغلالها المفرط للتصنيع في قطاع الفسفاط وهو ما ينتج عنه القاء ما لا يقل عن11مليون متر مكعب من المياه الملوثة في الطبيعة بعد عمليات غسل الفسفاط وهوما يتسبب في الاضرار بالغطاء النباتي وقطعان الماشية والمائدة المائية واكد توفيق عين على اهمية معالجة مياه ما بعد الغسل وتحويل وتأهيل مناطق الاستخراج. خالد قدور الوزير السابق للطاقة والمناجم والطاقات المتجددة شارك من ناحيته بمداخلة حول الرؤية الشاملة للتنمية بجهة قفصة اشار فيها بالخصوص الى ان الجهة تعيش ازمة متعددة الابعاد منذ عقود ازدادت تعقيدا وكانت لها تداعيات خطيرة خلال السنوات العشرة الأخيرة وهو ما يتطلب حسب رايه رؤية استشرافية شاملة لبناء مستقبل أفضل للجهة تترجم الى سياسات عمومية ومشاريع محلية وتنطلق من خصوصيات المعتمديات واستحقاقاتها وتراعي تلازم الابعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية بما يساهم في تطوير مستوى العيش ويخلق الثروة في سياق تنويع القاعدة الاقتصادية بالجهة حتى لا يبقى الفسفاط الركيزة الأساسية للتنمية الجهوية وشدد خالد قدور على الاهتمام بتنمية الموارد البشرية وتطوير الصحة والبنية التحتية والاستثمار ورأى ان تنمية المناطق المنجمية يمر عبر انجاز محطة لتحلية مياه البحر بالصخيرة واخراج مغاسل الفسفاط من المناطق السكنية وبعث صناعات ميكانيكية والكترونية واعتماد النقل الهيدروليكي للفسفاط وبعث مدينة عصرية جديدة بالقرب من مدينة المتلوي مشيرا الى حاجة الجهة الى بعث محطة لتوليد الطاقة النظيفة وتطوير العمل الفلاحي بشمال الولاية وبعث مدينة للثقافة والترفيه والرياضة والتسوق .. أما حمادي كراولي مدير ادارة الافراق بشركة فسفاط قفصة فقد اشار الى مشاريع الشركة في معالجة التلوث البيئي ومنها خاصة تعويم الفسفاط واعتماد الاحواض الطينية مستعرضا الصعوبات التي باتت تواجهها الشركة بعد الثورة في سياق تكثف الاحتجاجات وتعطيل نشاطها تحت لافتة المطالبة بالتشغيل صلبها مذكرا بأن الشركة انتدبت ما لا يقل عن 3500 عونا واطارات عليا ووسطى ودعمت التنمية الجهوية بمبلغ 60 مليون دينار بين 2014و2016 اضافة الى تعدد اوجه دعمها للهياكل الثقافية والرياضية والمؤسسات الشبابية والجامعية والمشاريع الاستثمارية وغيرها.