فشل النادي الإفريقي هذا الموسم على الصعيد الرياضي وفي مختلف الأصناف وهو ما جعل الغضب يستبد بالأنصار الذين يطالب الكثير منهم برحيل هيئة عبد السلام اليونسي. ولئن جاء الفشل عنوانا للموسم الماضي إلا أن الثابت أن نادي باب الجديد كان يمكن أن يقدم موسما أفضل وربما كان يمكن أن يعانق النجاح خصوصا مع حجم الأموال التي صرفت لتفادي عقوبات الفيفا. وأغلق الأحمر والأبيض عديد النزاعات بما استوجب منها إنفاقات ضخمة لو صرف نصفها للصفقات لكان الأفارقة أفضل أندية الموسم ولكان زملاء وسام بن يحيى قد نجحوا في تحقيق مشاركة متميزة في دوري أبطال إفريقيا. حوالي 15 مليارا أنفق النادي الإفريقي هذا الموسم حوالي 15 مليون دينار لخلاص ديونه السابقة وهو مبلغ ضخم للغاية يتجاوز ميزانيات أندية بحاله. ورغم أن إسهامات هيئة عبد السلام اليونسي تبقى ضئيلة في خلاص الديون باعتبار أن الفريق قد جنت خزينته إيرادات هامة من جراء تنقلات اللاعبين ومشاركتهم في كأس العالم روسيا فضلا عن مداخيل الاستشهار فإن المبلغ كان كافيا لاستقدام أبرز النجوم ولعب الأدوار الأولى محليا وخارجيا. ويكشف حجم الإنفاق على النزاعات أن نادي باب الجديد رغم كل ما يعانيه من مشاكل يبقى قادرا على استقطاب الأموال متى وضعت سياسة تسييرية ومالية واضحة. وأغلق الأحمر والأبيض على امتداد الموسم الذي ودعناه عددا كبيرا من الملفات بلغ 13 ملفا حيث تمت تسوية النزاعات مع الأندية مولودية العلمة الجزائري وتيريك غروزني الروسي وريال باماكو المالي بالإضافة إلى اللاعبين وهم سايدو ساليفو وماليك توري وسليمان كوليبالي ولسعد النويوي وستيفان حسين ناطر وياسين الميكاري وبسام الصرارفي دون نسيان المدرب المدربين شهاب الليلي ورود كرول والمعد البدني مهدي مرزوق. قضايا مفتوحة في انتظار أن تحسم لجنة النزاعات التابعة للفيفا في قضية اللاعبين الكاميرونيين ووكيل أعمالهما فإن الملفات التي تنتظر التنفيذ لا تزال ثقيلة ويتقدمها دون شك ملف أولمبيك مارسيليا الفرنسي بقيمة تناهز 700 ألف يورو تقريبا أي ما يعادل 2.3 مليون دينار تونسي.. وعلاوة عن مارسيليا هناك ملف آخر لا يقل أهمية وهو الذي يتعلق بالمهاجم يوهان توزغار الذي حصل على حكم بات يستوجب التنفيذ من محكمة التحكيم الرياضي «التاس» بقيمة ماليا تناهز 1.5 مليون دينار. ملفان قد تحل آجال خلاصهما قريبا وهو ما يستوجب من الهيئة الحالية أو التي ستخلفها ربما أن تجهّز حوالي 4 مليون دينار لتفادي أيّة عقوبات أو تهديدات قد تكون كابوسا في مستهل الموسم الجديد. نزاعات في الطريق دون الخوض في النزاعات المحلية الباتة منها (نبيل الكوكي وفاروق بن مصطفى وسمير السليمي) أو المفتوحة (سيف تقا وزكرياء العبيدي) فإن ملفي توزغار ومارسيليا يخفيان خلفهما نزاعات أخرى لا تزال بين الطورين الابتدائي أو لدى «التاس». وحصل بوبكر ديارا فابريس أونداما على حكمين ابتدائيين بقيمة 213.290 ألف دولار بالنسبة للأول و585 ألف يورو للثاني وكلا القضيتين باتتا من مشمولات «التاس» تماما كما هو الشأن مع إبراهيم الشنيحي الذي حصل على حكم يمنحه 310 آلاف يورو. ويطالب الفني الايطالي ماركو سيموني ومساعداه بتعويض قدره 913 ألف يورو دون نسيان قضية نيكولاس أوبوكو الذي يطالب بدوره بمستحقاته المالية. ملفات ضخمة قد تستوجب من الأفارقة أموالا كثيرة لغلقها قبل الالتفات إلى مرحلة إعادة ترتيب البيت وهو ما لن تكون هيئة لوحدها قادرة عليه.