بعد أن خَذلنا في لقاء الإفتتاح، يُواجه المنتخب اليوم مالي أملا في استعادة الروح ومصالحة الجمهور الذي استكثر عليه السيّد «جيراس» ونجومه المنفوخة غرورا فرحة صغيرة تُطفىء غضبه على السياسيين وعطشه للماء المقطوع في عدّة جهات تموت في اليوم ألف مرّة. مباراة اليوم لا تَقبل القسمة على اثنين فإمّا أن نَنتصر أوأن ننفض أيدينا من هذا الجيل الذي علّقنا عليه آمالا عريضة في المُونديال وال»كان» لكنّنا لم نجن إلى حدّ الساعة غير الأحزان والخِذلان. لقاء مالي يأتي في «جوّ مكهرب» بسبب التعادل الصَّادم أمام أنغولا وما رافقه من هُجومات كاسحة على «جيراس» وانتقادات واسعة لبعض النجوم ونخصّ بالذّكر لا الحَصر المساكني والخزري. ويبدو أن هذا الثنائي «الموهوب - المُشاغب» تَوهّما بأنّهما فوق الجميع طالما أن المدرب ضعيف الشخصية وإطاره المساعد مُجرّد «دمية» بيد الجريء الذي ساد الإعتقاد بأنه «المدرب الحَقيقي» للفريق الوطني. أجواء المنتخب مُتوتّرة والأوضاع تُنذر بالإنفجار وما على اللاّعبين والمدربين سوى تحقيق الفوز على المَاليين من أجل التَّصدي للعاصفة وإنعاش الآمال في الكأس الافريقية. البداية كانت «كَارثية» ومع ذلك فإن الأماني مازالت قائمة شرط أن يتخلى السيد «جيراس» بصفة فورية عن «فلسفته» العَجيبة وأن يضع كلّ عنصر في مكانه الأصلي ضَمانا للتَناغم والفَاعلية. ويعرف «جيراس» حتما أنه لا مجال للخطأ بحكم أن «مصيرنا» في ال»كان» تحت التهديد وما عليه إلاّ أن يفرض كلمته ويعود بالفريق إلى السّكة الصّحيحة وإن لم يفعل فإنّنا ننصحه بحزم حقائبه والعودة إلى باريس عبر مطار القاهرة. النجاح في مواجهة مالي يحتاج إلى تشكيلة مُتوازنة و»تكتيك» خال من «التفلسف» فضلا عن ردّة فعل قوية من اللاعبين الذين كانوا خارج نطاق الخدمة في مُقابلة أنغولا الرّاقصة فرحا بتعادلها أمام تونس خاصّة أن منتخبنا كان مُرشّحا على الورق لإكتساح مُنافسه لا الإكتفاء بنقطة مُخيّبة للآمال ومرفوقة بأداء هَزيل مع «صفر ركنية». ويقف التاريخ بدوره إلى جانبنا بما أن فريقنا الوطني كان قد استهلّ أكثر من مشاركة افريقية بنتيجة سلبية ومع ذلك فإنّه نجح في التدارك. وقد حصل هذا السّيناريو في «كان» 96 عندما بلغنا «الفِينال» بعد التعادل والانهزام في الجولتين الأوليين أمام المُوزبيق وغانا. وبالحديث عن منافسنا في جولة اليوم نشير إلى أنه يدخل اللّقاء بإنتعاشة معنوية اكتسبها بعد فوزه العريض على مُوريتانيا التي لا عهد لها بالنهائيات الإفريقية. الأجواء طيّبة في الفريق المالي لكن هذا لا يعني أبدا أن منافسنا أفضل منّا أوأنه كامل الأوصاف بل أنه منتخب عادي ويُعاني بدوره الكثير من المشاكل. ويكفي التذكير بأن مشاركته في الكأس الافريقية كانت بين الشك واليقين نتيجة تهديدات ال»فيفا» التي لا تَتسامح مع تدخّل السياسة في الرياضة. وهذا «الخطر» لم يَستوعبه أيضا رئيس جامعتنا الذي لم يترك «شيخا» ولا نَقابيا ولا رئيسا ولا سفيرا إلا و»حَشره» في «اللّعبة». وتبدو المسؤولية المُلقاة على عاتق «جيراس» أثقل في لقاء اليوم بحكم أنّه مرّ من «باماكو» ويعرف كلّ شاردة وواردة عن الكرة المالية. وهذا ما يضعه أمام حتمية التعامل الجيّد مع المُنافس. وخِتاما نقول عاش المنتخب وعاشت تونس رغم الدّاء والإرهاب الذي أطلّ أمس بوجهه القبيح في قلب العاصمة. البرنامج كأس افريقيا (الجولة الثانية من مُنافسات المجموعة الخامسة) في السويس (س15 و30 دق): تونس - مالي (الحكم البوتسواني جوشوا بوندو) ترتيب المجموعة (5) 1) مالي 3 2) تونس 1 - أنغولا 1 4) مُوريتانيا 0