صدمنا ليلة امس الأول ونحن نتابع افتتاح الدورة 20 من المهرجان العربي للإذاعة والتليفزيون بإعطاء شارة انطلاق الحفل بموسيقى تصويرية لمسلسلات عربية بدلا من النشيد الرسمي التونسي احتراما للوضع الإستثنائي الذي تمر به البلاد في المقابل حيينا الوفد الكويتي الذي خير عدم المشاركة في الإحتفال تضامنا مع تونس ورئيسها . تونس (الشروق) في اجواء باهتة افتتحت مساء امس الأول بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة الدورة 20 من المهرجان العربي للإذاعة والتليفزيون الذي يحتفل بخمسينية الإتحاد ... افتتاح بطعم المرارة خيم على قاعة الأوبرا في يوم استثنائي مرت به تونس وشعبها حيث استفاقت البلاد على فاجعتين عمليات ارهابية وسقوط شهيد من الشرطة البلدية ووضع صحي مترد للرئيس واشاعات عن موته ... كل هذه الأجواء اثارت بلبلة في البلاد وألقت بظلالها على العالم الذي ابدى تعاطفا مع تونس حتى ان عددا من الفنانين العرب في حركة رمزية منهم وقفوا دقيقة صمت ترحما على شهيد الوطن، في المقابل نصطدم بافتتاح المهرجان العربي للإذاعة والتليفزيون الذي يبث مباشرة من قلب العاصمة تونس وعلى مقربة من الأحداث التي مرت بها البلاد ولم يتم الإشارة ولوبكلمة واحدة لهذه الأحداث تعاطفا ورفعا للمعنويات وبعث رسائل طمأنة خاصة وان الحفل يقدم مباشرة على مجموعة من الفضائيات العربية في نفس الوقت . والأمر من ذلك انطلق الحفل بموسيقى تصويرية لمسلسلين عربيين «رأفت الهجان» و»ليالي الحلمية « كعلامة ضد التطبيع في حين كان من الأجدر انطلاق الحفل بالنشيد الوطني التونسي في يوم استثنائي مرت به البلاد ... كلنا ضد التطبيع وكلنا مع القضية الفلسطينية لكن في ظرف استثنائي مثل الذي عاشت على وقعه البلاد امس الأول تصبح تونس فوق كل اعتبار ... ذاك ما نعيبه على هيئة تنظيم المهرجان وعلى مقدمة الحفل الإعلامية التونسية ندى بن شعبان التي كان بإمكانها ارتجال كلمتين في حق تونس بدلا من التصاقها بتلك الورقة التي صاحبتها طوال الحفل. ولا يمكن ان نتحدث عن افتتاح المهرجان العربي للإذاعة والتليفزيون دون ان نرفع تقديرنا واحترامنا للوفد الكويتي برئاسة محمد العواش رئيس اتحاد اذاعات الدول العربية الذي رفض المشاركة في حفل الإفتتاح تضامنا مع تونس وضحايا الإعتداءات الإرهابية ونفس الشيء عبر عنه سفير الكويت في تونس علي الظفيري الذي ابدى تعاطفه مع الحالة الصحية للرئيس وتضامنه مع الشعب التونسي في كلمة ادلى بها لمراسل القناة الكويتية ... ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان نقف ضد الإحتفال وبث الحياة والخضوع للارهاب الذي يريد ان يزرع الخوف والموت في صفوف التونسيين لكن في نفس الوقت لا يمكن ايضا ان ننكر ان ما مرت به تونس امس الأول آلم التونسيين وأحزنهم اذ كان يستوجب على هيئة تنظيم المهرجان مراعاة هذا الظرف بالتخلي عن بعض فقرات الإفتتاح كالغناء والإكتفاء بالفقرات العادية كالتكريمات وما شابه ذلك حتى ان اغلب الجمهور الحاضر بأعداد ضعيفة خلال هذا الحفل غادر عدد منه القاعة مع انطلاق الفنانة لينا شاماميان في وصلتها الغنائية ... تكريمات واثث حفل افتتاح المهرجان العربي للاذاعة والتليفزيون المطربة السورية لينا شماميان والفنان البحريني فيصل الأنصاري بمشاركة الأوركسترا السمفوني التونسي بقيادة المايسترومحمد بوسلامة كما تم بالمناسبة تكريم ثلة من الفنانين العرب من بينهم دليلة المفتاحي وسلوى محمد من تونس والمصريين روجينا وماجد المصري والسوريين صباح الجزائري وباسم ياخور واللبنانية ماغي أبوغصن والجزائرية سارة العلامة ... ويتواصل المهرجان الذي ينظمه اتحاد إذاعات الدول العربية بالتعاون مع مؤسستي الإذاعة والتلفزيون التونسيين وبالشراكة مع المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية «عربسات إلى غاية الأحد 30 جوان الجاري ، ويشارك في مسابقات المهرجان 14 هيئة أعضاء بالاتحاد و15 هيئة من خارج الاتحاد وتتنافس هذه الأعمال للفوز بجوائز المهرجان السنوية الخاصة بالمنوعات الإذاعية والتلفزيونية والأعمال الدرامية والبرامج التوثيقية والبرامج الإخبارية.