أكدنا في عدد سابق أن «فرانك كوم» يواجه اغراءات كبيرة من أندية الخليج وبصفة خاصّة من فريق الريّان القطري الذي وضع تحت قدميه «ثَروة» لا يرفضها إلاّ «المجنون». وقد جاءت السّاعات الأخيرة لتُزيل الغُموض حول مستقبل النجم الكامروني للترجي «فرانك كُوم» بعد أن طار إلى قطر بحثا عن «صَفقة العمر». صفقة كبيرة انضمّ «كُوم» بصفة رسمية للريان القطري بعقدة مدّته ثلاثة مواسم وتُقدّر قيمة هذه الصفقة بحوالي 18 مليارا ولو أن هذا الرقم في حاجة إلى التأكيدات الرسمية بحكم أن البعض يتقبّله بإحتراز شديد خاصّة أن الأمر يتعلّق بلاعب في وسط الميدان لا بصانع ألعاب أو مهاجم. والثابت أن الأندية الخليجية تعوّدت على التضحية بمبالغ فلكية في إجراء تعاقداتها وقد استفادت الأندية التونسية من السخاء الكبير للأشقاء لإنتداب بعض نجوم بطولتنا كما حصل مع يوسف المساكني وبغداد بونجاح والفرجاني ساسي... ومن هذا المنطلق فإن الرّقم المُتحدّث عنه في صفقة «كوم» قد لا يُفاجئ المُتابعين للشأن الكروي. والثابت أيضا أن «كوم» جنى أرباحا خيالية من هذه الصفقة خاصة أن لاعب الترجي كان يتحصل على مليار أو يزيد في العام الواحد . رسالة شكر في غمرة الفرحة بالمليارات التي سيجنيها في الإمارة القطرية لم ينس «كوم» الإعتراف بالجميل للأندية التونسية التي احتضنته وصنعت نجوميته بعد أن كان لاعبا مغمورا في الكامرون. وقد حرص «كوم» على التقدّم بالشكر للترجي الذي ضحّى بالكثير من الجهد والمال للحصول على توقيعه بعد تجربة عَابرة بل فاشلة في ألمانيا. وتحدّث «كوم» عبر صفحته على مواقع التواصل الإجتماعي عن اللحظات الرائعة التي عاشها في الحديقة «ب» خاصة بعد أن أهداه الترجي ستة ألقاب بالتمام والكمال في موسمين فحسب (2017 / 2019). ولم يغفل «كوم» عن توجيه الشّكر للنجم الساحلي الذي كان محطة فارقة في مسيرته وذهب «فرانك» أبعد من ذلك عندما قدّم التحية لبقية الأندية التونسية المنافسة للترجي والنجم مثل «السي .آس .آس» والنادي الإفريقي... ولم تخل رسالة «كوم» من بعض التلميحات إلى الصعوبات التي عاشها في بعض الفترات ومن الواضح أن النجاحات والإمتيازات التي حصدها اللاعب في تونس لم تُنسيه حملة الإنتقادات التي تعرّض لها في بعض الأحيان فضلا عن مواجهته لبعض الإستفزازات العُنصرية وسط استنكار كبير في صفوف أحباء العديد من الجمعيات التونسية. الكرة تدرّ ذهبا في بداياته الأولى في تونس كان «كوم» يتحصّل على راتب لا يتجاوز 6 ملايين لكن بمرور الأيام والأعوام نجح في تكديس البطولات وجمع المليارات بفضل النجم والترجي الذي جعله أحد أعلى اللاعبين أجرا (مِثله مثل البدري والبلايلي). وقد استفاد «كوم» من تجربته في النجم ليحترف في ألمانيا قبل أن يُشعل «حربا» بين النجم والترجي الذي انتزع توقيعه بقوّة المال قبل أن يُصدّره إلى قطر قبل عام من نهاية عقده. سؤال منطقي منطقيا لا يُمكن لهيئة الترجي منع «كُوم» من الرّحيل قياسا بضخامة الصّفقة التي تفوق المنحة المُخصّصة لبطل افريقيا في الدّورة الحالية في مصر (13 مليارا). والطريف أن «كوم» سيجني ثَروة طائلة دون أن يكون من العناصر الدولية المُشاركة مع الكامرون في السّباق الإفريقي. هذا ولن يكون بِوسع إدارة الترجي التمسّك بخدمات لاعب حسم أمره وقرّر الرحيل. ولا أحد قد يُعاتب مسؤولي الفريق على التفريط في «كُوم» شرط توفير البدائل الأمثل والأفضل لسدّ الشغورات التي سيتركها المُغادرون وهم في تزايد (الجمل - بقير - كوم). البلايلي يُبدع في الوقت الذي راهن فيه الكثيرون على رياض محرز و»ساديو ماني» ليحسم أحدهما اللقاء لفائدة الجزائر أو السينغال ظهر لاعب الترجي يوسف البلايلي في الصّورة وقاد الأشقاء إلى انتصار باهر. وقد سجّل البلايلي هدف الفوز والترشّح إلى الدور الثاني من كأس افريقيا. وأحرج يوسف مدربه السابق في الترجي نبيل معلول الذي تحدث في الأستوديو التحليلي ل «البي .آن .سبور» وشكّك في قدرة يوسف على تقديم الإضافة لمنتخب جمال بلماضي. وعندما سجّل البلايلي هدف الإنتصار وجد معلول نفسه في موقف «بايخ» ولم يعثر على أيّ مخرج سوى مهاجمة البلايلي والتأكيد على أنه يلعب ب»وجهين» حيث أنه يُقدّم أداءً غزيرا مع الجزائر مُقابل مردود مُتذبذب في صفوف الترجي. وبَعيدا عن هذا الموقف المُحرج لمعلول خطف البلايلي الأضواء ولاشك في أن هدفه في مرمى السينغال سيساهم في ارتفاع أسهمه وهو ما قد يُؤثّر في مستقبله مع الترجي العارف بأن لاعبه سيتلقى عروضا مُغرية من الخارج. في الإنتظار بالتزامن مع خروج «كوم» وقع تداول بعض الأسماء التي قد تُعزّز صفوف الترجي في «الميركاتو» الصيفي وتشير بعض الأنباء إلى أن بطل تونس قد ينتدب لاعب النادي البنزرتي فادي بن شوق. وتضم قائمة المطلوبين أيضا المدافع الجزائري عبد القادر بدران.