تُشير بعض الإحصائيات إلى أن مُستخدمي "الفايس بوك" في تونس يتجاوز سقف 7 ملايين مُتصفّح في الوقت الذي لا يتعدّى فيه عدد "هُواة" هذا العالم "الإفتراضي" نسبة 11 بالمائة من إجمالي سكان مُوريتانيا التي نُواجهها يوم غد في مُنافسات ال"كَان". وأمام هذه الكثافة الكبيرة في عدد روّاد مواقع التواصل الإجتماعي كان من الطبيعي أن يحتلّ نجوم المنتخب والرياضة التونسية عُموما موقعا مُؤثّرا في المشهد "الفايسبوكي" مُسايرةً لهذه الظاهرة العالمية ومن أجل تسهيل العملية الإتصالية خاصّة أن الغالبية السّاحقة أصبحت تستخدم هذه التقنية بما في ذلك طبيب منتخبنا سهيل الشملي الذي أكد أنه كثيرا ما يُتابع الملفات الصحية لعناصرنا الدولية من خلال التواصل معهم عبر المواقع الإجتماعية بمختلف أشكالها وتسمياتها (الفايس بوك – الأنستقرام – تويتر...). «فضيحة بجلاجل» في منتخب مصر لا أحد يُنكر أهمية "الإنخراط" في "الشبكة الفايسبوكية" بعد أن "غزت" العالم وأصبحت شرا لابدّ منه لكن المُستخدم لمواقع التواصل الإجتماعي مُطالب ب"الإعتدال" لأن أي إفراط قد يعود على صاحبه بالوبال ولاشك في أن "الكابوس" الذي عاشه مؤخرا لاعب مصر عمرو وردة يقيم الدليل القطاع على أن مواقع التواصل الإجتماعي قد "تُخرّب" مُنتخبا بأكمله. وكان الفريق المصري قد تعرّض إلى فضيحة مدوية بفعل تورّط عدد من نجومه في قضية التحرّش بعارضة أزياء وقد انكشف "الخنّار" من خلال الرسائل المُتبادلة عبر "الأنستقرام". والحمد لله حمدا كثيرا أن منتخبنا لم يعرف مِثل هذه التجاوزات الأخلاقية والتي تُشكّل للأمانة صدمة مُذهلة بالنسبة إلى شعوبنا العربية المحافظة ولكم أن تتصوروا حجم "المأساة" لو أن أحد لاعبينا وقع في المحظور بعد أن كان بالأمس القريب يُؤدي صلاة الجماعة خلف "الشيخ" القطري عفوا التونسي نبيل معلول. ولم نسجّل إلى حدّ الآن انفلاتات تستحق الذِّكر على الصعيد السلوكي لعناصرنا الوطنية بإستثناء حادثة الحسناء الروسية التي ظهرت مع مدافعنا "المُعتزل" دوليا صيام بن يوسف على هامش المُونديال وفي "غَفلة" من معلول. تأثيرات مواقع التواصل الإجتماعي تؤكد العديد من الوقائع أن عناصرنا الدولية تعيش تحت تأثير "الفايس بوك" ولاشك في أن المتابعين ل"ثَورة" فراس شوّاط عند تسجيل الأهداف في سباق البطولة يُدركون جيّدا أن الإستفزازات التي تعرّض لها عبر مَواقع التَواصل الإجتماعي فرضت عليه الإنفجار فَرحا وغَضبا. وقد اختار فخرالدين بن يوسف وعلي معلول بدورهما التَفاعل مع قرار إقصائهما عبر بعض "التدوينات الفايسبوكية" بدل الإحتجاج عبر وسائل الإعلام الرسمية. ورغم الإنشغال الكبير بمُنافسات ال"كَان" فإن الواقع يُثبت أن بعثتنا إلى مصر لم تَصبر على الأحداث الدائرة في مواقع التواصل الإجتماعي. وقد جاءت الصُورة التي اُلتقطت للمساكني والصرارفي لتُقيم الدليل على أن الوفد التونسي يعيش فعلا تحت تأثير "الفايس بوك". وبما أن روّاد مواقع التواصل الإجتماعي ألحوا إصرارا على تأكيد خبر "العركة" بين اللاعبينْ فقد بادر يوسف وبسّام (من تلقاء نفسيهما أوبإيعاز من الرئيس) بتنزيل هذه الصورة ليثبتا للرأي العام بأنهما في صحفة العسل. لعبة «التدوينات» من جهة أخرى، كاد بن شريفية ومرياح أن يتورّطا مع الجمهور. وكان حارس الترجي قد قام بنشر "تدوينة" يؤكد من خلالها أن لكل شيء نهاية ليُشعل بذلك "الفايس بوك" خاصّة أن الأغلبية ظنّت أن كلام معز هو بمثابة الإعلان عن نهاية المكتوب في "باب سويقة". وفي ظل "القنبلة" التي فجّرتها هذه "التدوينة" سارع بن شريفية بالتوضيح مؤكد أن عقد ينتهي في 2021 ولم يقصد الرحيل في الوقت الراهن وإنما الحديث عن لحظة الإعتزال القادمة عاجلا أم آجلا. وكاد ياسين مرياح بدوره أن يُورّط نفسه مع الجامعة والإطار الفني للمنتخب على خلفية "التدوينة" المنسوبة إليه والتي قال من خلالها إنه يساند زميله المعزول علي معلول حتى وإن كلّفه ذلك الإقصاء من الفريق الوطني. وسارع مرياح بنفي ما نُسب إليه مؤكدا أن الأمر يتعلّق بحساب وهمي أراد صاحبه أن يُورّط مدافعنا مع "جيراس". خلاصة القول لم يعد بوسع اللاعب ولا المواطن العادي العيش خارج "الشبكة الفايسبوكية" شرط التعامل معها بحذر شديد بحكم أنّها "نعمة" كبيرة لكنّها قد تتحوّل في لحظة إلى "نقمة" قادرة على "تدمير" مستقبل المشاهير والقضاء على عائلات ومجتمعات بأكملها من خلال الإشاعات القَاتلة والخطابات المُتطرّفة.