يعود أصل «فوندو» الى الايطالية، دخلت قاموس اللهجة التونسية منذ زمن كغيرها من الكلمات الأجنبية الأخرى الدخيلة، وقد وجدت مثل هذه الكلمات بوجود الايطاليين في تونس فامتزجت كلمة «فوندو» مع اللهجة التونسية حتى أصبحت كلمة عادية ننطقها على أي شيء ثمين، ومعنى هذه الكلمة بالإيطالية «فوندو» تعني عميقة. ولما تحويه كلمة «فوندو» من معاني العمق، فإنها تطلق على كل شيء ثمين قد تفنّن صاحبه في صنعه سواء كان تحفا أو مجوهرات ثمينة، أي أنها كل شيء تتوفر فيه درجة عالية من الدق أخذت كلمة «فوندو» في الانتشار لتشمل الأغاني التونسية القديمة التي تحمل في معانيها وألحانها العمق والأصالة والجذور، وهكذا كانت أغاني «الفوندو» مميّزة من أواخر القرن التاسع عشر الى يومنا هذا ياخيل سالم باش روحتولي يا خيل سالم.. واحدة من أشهر القصائد العربية الشعبية ...هي شحنة من العواطف الجياشة والاحاسيس المرهفة ...دموع ... الم ... حزن.. وإصرار على الثأر...ياخيل سالم ...الاب يؤبن ابنه في لحظات مشحونة بالحزن.. كان ذلك في القرن التاسع عشر قبيل الاحتلال الفرنسي لتونس...عندما احتدم الصراع بين القبائل ... كان سالم قائدا فذا عندما بادر بقيادة افراد قبيلته لأجل الانتصار للشرف واستعادة المسلوب من المتاع والمواشي عاد افراد القبيلة.. وظهر حصان سالم دون راكبه الذي كانت جثته تتدلى على ظهر الحصان ...لم يكن سالم كما عود والده عليه ممتطيا صهوة حصانه بشموخ شاهرا سلاحه معلنا الانتصار وسحق الأعداء ظهر الافراد يتقدمهم حصان سالم دون راكبه، فطفرت دمعة من عين الاب المكلوم الذي صدمته الصورة فكانت ياخيل سالم باش روحتولي بانا وجوه تقابلو قولولي اغنية بادر الشيخ احمد الوافي بصياغة اللحن المناسب لها.. لحن الصبا الحزين.. المؤلم ...وتلقفتها فرقة الرشيدية بصوت الفنانة الخالدة صليحة. يا خيل سالم يَا خِيل سَالمْ بَاشْ رَوَّحْتُولِي ***بَانَا وْجُوهْ تْقَابْلُو قُولُولِي بَاشْ لَيَّ جِيتُو*** وَاشْ قُولْكُمْ فِي الَّذِي خَلِّيتُه سَالِمْ عْلَى الأعْقَادْ شَايِعْ صِيتُه*** يُومْ البْرَازْ إِذَا صْفَنْ عَ الحُولِي مَاذَا ارْكِبْ مِنْ عُودَه*** وُمَاذَا الْحَقْ مِنْ شَابَّة خَنْدُودَة تِتْزَعِْوِطْ الأعْراشْ مِنْ بَارُودَه***كَوَّايْ فِي الفِرْسَانْ بِالمَفْتُولِي دور ماذا ارْكِبْ مِتْعَنِّي *** دَايِمْ عْلَى قَرْنْ الْجِوَادْ يِغَنِّي مَآصْعَبْ فْرَاقِكْ يَا عْزِيزِي حَنِّي*** مْقَابِيسْ نَارِكْ مَا بْغُوا يِطْفُولِي مَاذَا ارْكِبْ مِنْ سَاسَه*** يُومْ البْرَازْ مَاذَا يِبِيعْ براسه إِذَا زَغْرِطِتْ مَكْحُولْ هَذْبْ نْعَاسَه*** تْعَيِّطْ تْنَادِي وِينْهُو مَخْلُولِي فِيكُومْشِ مِنْ هُو نَاوِي*** فِيكُومْشِ مِنْ هُو يِرْكِبْ الدرْنَاوِي فِيكُومْشِ مِنْ هُو عْلَى الكْبَرْ يِلاَوِي *** فَتِّكْ عْليهْ مْحَبِّتِي وُوْصُولِي َ ما غاضْنِيشِ حَالِي***ما غاضنيش فتن نهار مشالي لَوْ كَانْ قَتْلَه حُرْ دَمَّه غَالِي*** ما كنتشي نحتار في مفعولي