هو مطرب الخضراء.... عشق الموسيقى والغناء منذ نعومة أظافره وكان كلما جلس بين رفاقه يردّد أنه يتمنى الموت على خشبة المسرح وتحقق ذلك حيث فارق الحياة وهو يشدو على ركح المسرح البلدي بالعاصمة ذات مساء من ربيع 1970. هو علي الرياحي الذي نحت نجاحه الفني بأظافره... عصامي التكوين الموسيقي عاش الأغنية بأحاسيسه الصادقة وحسّه الإبداعي المرهف... أحاسيس جعلت منه ملحنا بالفطرة، حيث كان اللحن يخرج من أعماقه ويدندن به ثم يقوم بتلحينه على آلة (الطار) لضبط إيقاعه بأصدقاء موسيقيين له المؤمنين بموهبته فيتولون عملية التدوين والترقيم الموسيقي على غرار أحمد القلعي ومحمد الزهروني ووناس كريم وعبد الحميد بنعلجية. والمعروف عن الراحل علي الرياحي أنه أول ملحن تونسي يجمع بين القالبين التونسي والشرقي كما كان أول من أدخل الإيقاع الإفريقي على الألحان التونسية وكان ذلك في أغنيته الشهيرة «حبيبتي الزنجية» للشاعر نورالدين صمود. علي الرياحي الذي لم تتجاوز حياته 58 سنة امتدت حياته إلى أكثر من ذلك بكثير وقد خلدها في ألحانه وأغنياته التي لا تمر مناسبة مهما كان نوعها دون ترديدها من قبل الأجيال التي ولدت ونشأت بعده. حياة علي الرياحي ولئن كانت عبارة عن حفل بهيج دائم وكانت الموسيقى زينتها، فإنه عرف نكسات عاطفية جعلت منه مبدعا يتوق إلى الحب الصادق، الحب البهيج كما يريده هو. بحث عن الصدر الحنون الذي يحضنه عند الألم، أحبّ وعشق... لكن حب كان يصطدم بعديد العراقيل والصعوبات. نظرة... فوردة علي الرياحي الذي نحت نجاحه الفني بأظافره، كان أحد الأصوات التي تصدح بأحلى أغاني العاطفية السامية التي تتأجج في الوجدان... كان علي الرياحي يتنقل بين (صالة) الفتح و (صالة) مدريد ينثر ارقى الأنغام ويكتب بصوته روائع فنية طربية أصيلة عندما التقاها ذات ليلة أواخر أربعينات القرن الماضي... تعلق بها من النظرة الأولى... وكان أن التقته في اخر السهرة لتهديه وردة قبل الانسحاب في الغسق... هدية تلقفها بلهفة... أراد أن يشكرها، أن يقول لها كلاما، لكنها كانت مسرعة الخطى في الشارع الطويل. عايش من غير أمل وقع الفنان في حب هذه السيدة الجميلة التي لا يعرف عنها شيئا سوى أنها معجبة متيّمة بأغانيه وأناقته وحضوره الركحي المبهر... كان يسرع الخطى كل ليلة نحو صالة الفتح عله يلقاها، لكن غابت عن أنظاره دون رجعة.. هو الحب... القدر شاء ذلك، لم يجد بدا من صياغة رسالة غنائية لها هي «عايش من غير أمل في حبّك».. أغنية صاغها من رحم وجدانه المتألم، وعند تقديمها أول مرة للجمهور التونسي ظهر علي الرياحي في كامل أناقته وقد وضع وردة حمراء في جيب سترته، ومنذ ذلك اليوم لم يتخلّ عن هذا التقليد حتى آخر رمق في حياته. محسن بن أحمد عايش من غير أمل في حبك تأليف وألحان وغناء: علي الرياحي عايش من غير أمل في حبّك تعذيبي ودمعي من أجلك واللّي جرحلي عينيّ أنّك ما تسألشي عليّ واللّي زاد على ما بيّ يا ناري مازلت نحبّك ما عادشي تسمع آهاتي ولا بقيتشي تتلقى جواباتي ويقولولي فيك حياتي نموت وما نقليكشي نحبّك واللّي جرحلي عيني أنّك ما تسألشي عليّ واللّي زاد على ما بيّ يا ناري مازلت نحبّك ما عادشي تسمع نشيدي ولا رنّاتي ولا تنهيدي هذا القلب نشدو بيدي ونقولو ما عادش يحبّك واللّي جرحلي عينيّ أنّك ماتسألشي عليّ واللّي زاد على ما بيّ يا ناري مازلت نحبّك كي نقلك يا طفلة أخطيني إبعد عليّ يزيني والله نكذب في يميني ومازلت ندهْدصْ في حبّك واللّي جرحلي عينيّ أنّك ما تسألشي عليّ واللّي زاد على ما بيّ يا ناري مازلت نحبّك