كان رحيل حبيبته وزوجته الأولى المحطة الأكثر مأساوية في حياة الفنان الكبير عزت أبو عوف، لقد استقبل وقتها خبر وفاتها كالصاعقة أثناء تصويره مسلسل «الصفعة»، وظهر في عزائها فاقدا لكل قواه يبكي ويبحث عمن كانت شريكة حياته، لتنقلب حياته رأسًا على عقب بعدها، وتبدأ رحلة الترحال بين مستشفيات العالم، ومن ثم زواجه بمديرة أعماله «أميرة»، التي لم تحل يومًا محل معشوقته الراحلة في قلبه. ثم رحل هو مؤخرا ...وكان «سعيدا» برحيله ...عسى أن يلتقي في العالم الآخر بحبيبة عمره ! وللحكاية المأساوية ظلال وتفاصيل ...رواها هو بدموعه قبل الرحيل الأبدي ! لقد تحدث الفنان المصري الراحل منذ أيام عزت أبو عوف، عن قصة الحب التي جمعت بينه وبين زوجته الأولى فاطيمة، والأسباب التي دعته للزواج من أخرى بعد رحيلها. عزت أبو عوف، قال في أخر حوار تلفزيوني له ببرنامج "العاشرة مساءً"، مع الإعلامي وائل الإبراشي، والمذاع عبر فضائية "دريم": "قصة الحب بيني وبين فاطيمة بدأت وهي في الخامسة عشرة من عمرها وكنت أنا في التاسعة عشرة ، وتزوجنا وأنا في سن الثالثة والعشرين". وأضاف: "سبب حبي الكبير لها، لأنها على مدار 37 عامًا لم تشتك مني ولا مرة واحدة رغم أني شخصية متقلبة المزاج وعصبي جدًا وأفتعل مشكلة من أقل شيء". وتابع: "لم أفكر يومًا في أن ترحل هي مبكرًا عني وذلك باعتبار السن فأنا المفروض أن أرحل أولًا لأنني الأكبر سنًا ولكنها أقدار". وقال قبل دخوله غرفة العمليات : «أول ما قعدت على السرير بتاع العملية، فرحت أوي، حسيت إني فرحان، حسيت إني ممكن أموت وأقابل (فاطيمة) مراتي، كنت فرحان إني هقابلها ومبسوط جدًا، الله يرحمها». كلمات قليلة وصفَ بها الفنان الراحل عزت أبوعوف حبه الكبير وحنينه الفظيع لزوجته الراحلة لحظة دخوله غُرفة العمليات لإجراء عملية القلب المفتوح، ربمّا كانت تلك الكلمات المعدودة كافية لتلخص قصة حبه لزوجته المتوفاة، لقد كان سعيدا بالموت وهو يعتقد أنه يمكن أن يقابلهاهناك ، ومن أجل ذلك قطع «عزت» تذكرة «عودة» إلى حبيبتهُ «فاطيمة». ! «فاطيمة دائمًا»، لوحةٌ علّقها أبوعوف أمام سرادق عزاء زوجته، تدُل على حُب بدأ منذ عقود. لقد كان عزت أبوعوف جالسًا في الاستديو الفني سنة 2012، ويستعد لتصوير مسلسل «الصفعة»، لكن القدر صفعهُ بخبر وفاة زوجته، ماتت «فاطيمة»، فتحوّل «عزت» إلى جسد بدون روح، بعد زواج الثُنائي لأكثر من 4 عقود من 1967 إلى 2012. وردة حمراء في أحد لقاءاته التليفزيونية مع مفيد فوزي، كشف عزت أبوعوف، عن عادة يوميّة بينه وزوجته، فهي كانت تعشق الورد الأحمر، وكان هو يحضر لها كُل يومٍ وردة حمراء، واستمر على هذاالمنوال طوال فترة زواجهما، لكن المفاجأة أن عزت استمر على تلك العادة حتى بعد مماتها، فهو يحضر وردة حمراء كُل يوم، يضعها إلى جواره على وسادته وينام، آملًا أن تصل إلى روح «فاطيمة» فتمر عليه ليلًا لتهدْهده. لم يكتفِ «أبوعوف» بهذا، لكنه ملأ حديقة منزله بالورود الحمراء، ليقطف منها يوميًا، بل إنه زرع أمام صورة زوجته التي تحتل مكانًا من مدخل البيت، 3 ورداتٍ حمراء، واحدة منه، أخرى من ابنه كمال، وثالثه من مريم ابنته. لقد كانت في حياة الرجل نزوات، تحل وقت ضعفٍ، فتُنغص عليه حياته، لكن رغم كُل لحظات الضعف، الحُب يفوز في النهاية، يحكي «أبوعوف»، عن نزوة دخلت حياته في وقتٍ ما، فتزوج امرأة ثانية، زيجة استمرت ل 3 سنوات، أنهتها مُقارنة عقدتها الزوجة الثانية بينها و«فاطيمة»، فرجحت كفّة الحُب طبعًا، وكانت زوجة «أبوعوف» تعلم بتلك الزيجة من البداية، يقول عزت إنها تحملت ما لا تطيقه النساء من «الغيرة المُرّة»، لكنها تصرفت- كما يصف هو- «بنُبلٍ وأخلاق»، لكن «أبوعوف» يقول إنه لا زال يشعر بالندم على تلك السنوات الثلاث إلى الآن. كما استطاعت «فاطيمة» أن تخرج زوجها من حالة اكتئاب طويلة دخل فيها، وذلك بعد أن تم حل فريق «فور إم» الذي أسسه عزت أبوعوف بصحبة شقيقاته، وهو ما أصابه بالإحباط وازداد وزنه وطالت لحيته، إلا أن زوجته لم تجعله يستسلم لهذا الأمر وأخرجته منه. كما أنه تزوج عليها من سيدة أخرى، واستمرت الزيجة الثانية ثلاث سنوات، لكنه عاد في نهاية المطاف إلى التي تحملت ما لا يتحمله غيرها. حُب لم ينتهِ بعد الموت تأثر الفنان عزت أبوعوف، برحيل زوجته وحبيبة عمره، إذ تدهورت حالته الصحيّة، إثر إصابته بانهيار عصبيّ، ودخل المستشفى لمدّة 4 شهور، وبعد خروجه أُصيب بفيروس في أذنه الوسطى. وعندما تولّى عزت أبوعوف، إدارة مهرجان القاهرة السّينمائي، لمدّة 7 سنوات، بكى في آخر دورة له أمام كلّ الناس، حينما نظر للكرسي الذي كانت تجلس عليه زوجته «فاطيمة» كلّ عام، وجد شخصًا آخر يجلس عليه فبكى... وقيل وقتها، إنّه مصاب بالسّرطان، وقضى سنوات من العذاب بسبب ذلك. قال الفنان عزت أبوعوف، إنّه تعرّض لعدد من المشكلات الصحيّة، بعد وفاة زوجته الأولى انتقل على إثرها إلى 3 مصحات نفسيّة لتلقي العلاج، موضحًا، أنّه تعرّض لتعب في شرايين القلب، وكان بحاجة إلى رعاية واهتمام في ظلّ تدهور وضعه الصحيّ. بعد رحيل «فاطيمة»، توقّفت حياة «عزت»، كما قال في مقابلة تليفزيونيّة، ولقد قال إنّه مازال يرتدي دبلة فاطيمة زوجته الرّاحلة، ولقد ضعها في سلسلة، معلقًا إيّاها في رقبته ويرتديها طوال الوقت، برغم أنّه تزوّج من امرأة أخرى، لكنّه لم يستطعْ نسيان فاطيمة. وبعد وفاه زوجته الأولى، أصبح الفنان عزت أبوعوف في حاجة شديدة إلى من يعتني به في مرضه، وهو ما اضطره إلى الزواج للمرة الثانية، فاختار «أميرة» مديرة أعماله لقربها منه ومعرفتها بكل تفاصيل حياته. وفي لقاء له مع برنامج «هنا العاصمة»، قبل نحو 4 أعوام، قال عزت أبو عوف إنه يشعر بالفرح كلما مرضَ؛ لاقترابه من الموت لمقابلة زوجته الراحلة «فاطيمة»، وها هو عزت أبو عوف يرحل عن دنيانا ليلتقي مع معشوقته «فاطيمة» في دار أخرى.. .ومن يدري؟