بعد مغادرتها قصر قرطاج اهتم الرأي العام بدور مرتقب لسلمى اللومي في مسارات تجميع العائلة الوسطية خاصة بعد ترؤسها مجموعة الحمامات لنداء تونس، غير أنّ اللومي خيرت الانضمام الى حزب حركة أمل تونس. فأي مستقبل سياسي لسلمى اللومي ؟ تونس «الشروق» واستطاعت سلمى اللومي في السنوات الأخيرة أن تكون من بين أهم الفاعلين في المشهد السياسي بداية من تقلدها خطة أمين مال في نداء تونس مرورا بتجربتها الناجحة على رأس وزارة السياحة وصولا الى ادارتها ديوان رئاسة الجمهورية قبل استقالتها منه. وعلى امتداد هذه المدة ظلّ اسم اللومي متواترا في المنابر السياسية ومرشحا للاضطلاع بدور مهم في المشهد السياسي استفادة بما تحظى به من إجماع وقياسا بما قدمته سابقا من مبادرات لتجميع ما سمي بالعائلة الوسطية أو النداء التاريخي. ورأى عدد من الملاحظين في تسارع الاحداث التي نصبت اللومي على رأس النداء – مجموعة الحمامات – ودفعت الى مشاورات متقدمة بينها وبين مشروع تونس أن يكون لسلمى اللومي دور مهم في عملية التجميع. وفي المقابل جرت الأحداث بشكل متسارع. فبينما قضت المحكمة الادارية بتثبيت التمثيلية القانونية في حزب النداء لأصله القديم أعلنت اللومي انها غير معنية بشقي الندائيين وانها تعد لمشروع سياسي جديد قبل انضمامها الى حزب حركة أمل تونس ومن ثمةّ انتخابها كرئيسة للحزب. فهل يمكن للّومي الذهاب بعيدا بحزب حركة أمل تونس في سياق تجميع العائلة الوسطية ؟ المعطيات الاولية الواردة من الكواليس تقلل من فرضية هذا الطرح. حيث عبّر النائب محمد رمزي خميس المنتمي الى مجموعة الحمامات لنداء تونس عن رفض نواب نداء تونس الالتحاق بالحزب الذي انضمت اليه سلمى اللومي. وأضاف محمد رمزي خميس بأن عملية ترؤس سلمى اللومي للحزب تعد في رأيه تشتيتا للعائلة الوسطية لافتا النظرالى أن نواب الكتلة لم يعبروا بتاتا عن نية الالتحاق بحركة أمل تونس وانهم متمسكون بشرعيتهم في حزب نداء تونس. كما كشف مصدر من داخل حزب حركة أمل تونس ل»الشروق» وجود تململ داخل الحزب وبروز بوادر أولية قد تحول دون تحقيق مسعى التجميع، مضيفا أن الاتفاق الحاصل بين سلمى اللومي وقيادة حزب حركة أمل تونس بعد انتخابها رئيسة للحزب يقضي بالمحافظة على 3 اعضاء من المكتب التنفيذي السابق ضمن المكتب التنفيذي الجديد واحترام الهياكل الموجودة قبل الاتفاق وتشريكهم في الهياكل المحلية والجهوية الجديدة والحرص على تشريك مناضلي الحزب في القائمات التشريعية غير أن ذلك لم يحصل بعد. ولم يستبعد المصدر تحول هذه المستجدات الى عنوان للخلافات في الفترة القادمة مشيرا الى أن هدف حزبهم هو توسيع هيكلته وتجديدها قبل الاستحقاقات الانتخابية التي لم يعد يفصل عنها سوى زمن قصير وليس تقديم خدمة لأطراف خارجة عنه. كل هذه المعطيات باتت تدفع سلمى اللومي الى توضيح جملة من المسائل في علاقة بمساعي تجميع العائلة الوسطية وفي علاقة ايضا بمستقبل تموقعها في حزب حركة أمل تونس على ضوء الاختلافات المستجدة.