قتل حوالي 44 مهاجراً. وأصيب أكثر من 130 آخرين بجروح في غارة جوية استهدفت فجر أمس الأربعاء مركزاً لاحتجازهم في تاجوراء، الضاحية الشرقية لطرابلس. ولم تتضح بعد الجهة التي نفذت الغارة في حين اتهم الجيش الميليشيات بارتكاب هذه المجزرة . طرابلس (وكالات) وتحدث شهود عيان عن جثث ممدّدة على الارض وبجانبها أشلاء بشرية اختلطت بمتاع وملابس مضرجة بالدماء. وأضاف شهود العيان أنّ طواقم الإنقاذ واصلت البحث الى حدود مساء امس تحت الأنقاض عن ناجين محتملين، في حين كانت سيارات الإسعاف تزرع المكان ذهاباً وإياباً لنقل الجرحى والقتلى. وأعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تغريدة على حسابها في موقع تويتر عن «قلقها العميق» إزاء المعلومات الواردة عن استهداف مركز تاجوراء لاحتجاز المهاجرين بغارات جوية و»مقتل لاجئين ومهاجرين». وتبادلت حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي الاتهامات بالتورط في الهجوم. وادان الاتحاد الإفريقي «بشدة» امس الأربعاء الغارة الجوية على مركز احتجاز المهاجرين .وندد مبعوث الاممالمتحدة الخاص الى ليبيا غسان سلامة امس الاربعاء بالغارة الجوية معتبرا أن ما حصل «يرقى الى مستوى جريمة حرب». وقال سلامة في بيان «ان هذا القصف يرقى بوضوح إلى مستوى جريمة حرب إذ طال على حين غرة أبرياء آمنين شاءت ظروفهم القاسية أن يتواجدوا في ذلك المأوى»، داعيا المجتمع الدولي «لإدانة هذه الجريمة وإلى تطبيق العقوبات الملائمة على من نفذ هذه العملية بما يناقض، وبشكل صارخ، القانون الإنساني الدولي». وأدان الاتحاد الأوروبي امس الأربعاء «الهجوم المروع». حيث أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان بالقول «ينضم الاتحاد الأوروبي إلى الدعوة الموجهة الى الأممالمتحدة الى فتح تحقيق فوري حول مرتكبي هذا الهجوم المروع». ومن جانبه نفى الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، استهدافه مركزًا لإيواء اللاجئين في ضاحية تاجوراء في طرابلس، مؤكدًا أنه نفذ ضربة دقيقة استهدفت معسكرًا، فيما عمدت مليشيات تابعة لحكومة الوفاق بضرب المركز بعد الغارة الجوية، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة،"عقب الضربة الجوية الدقيقة لمخازن الذخيرة بمعسكر الضمان الميليشيات تقصف بالهاون مقر الهجرة غير الشرعية كالعادة، للبحث عن ذريعة لصنع رأي عام …الصور بالأقمار ونوع التفجير وزاويته في انتظار إثبات جرائمكم". وأظهر فيديو جرى تداوله في ساعات فجر امس على مواقع التواصل الاجتماعي دقة إصابة سلاح الجو الوطني الليبي لمخزن ذخيرة في معسكر مليشيا الضمان في تاجوراء، مما ينفي صحة الادعاءات التي وردت في بيان المجلس الرئاسي الليبي باستهداف مركز الإيواء. وتواصل انفجار الذخائر وتطايرها بحسب ما ظهر في الفيديو، مما يؤكد أن القصف كان دقيقًا. واستهدف موقعًا عسكريا وفق ما اوردته تقارير اعلامية ليبية. وتكتظ مراكز إيواء المهاجرين في ليبيا بعشرات الآلاف ممّن تمّ اعتراضهم او إنقاذهم في البحر ويعيش هؤلاء في ظروف غير إنسانية. وعبّرت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا مراراً عن قلقها على مصير نحو 3500 من المهاجرين واللاجئين «المعرّضين للخطر» لوجودهم في مراكز ايواء قرب مناطق المعارك المستمرة جنوبطرابلس.