قتل حوالى 40 مهاجراً وأصيب أكثر من 70 آخرين بجروح في غارة جوية استهدفت فجر الأربعاء مركزاً لاحتجازهم في تاجوراء، الضاحية الشرقية لطرابلس، وشنّتها بحسب حكومة الوفاق المعترف بها دولياً قوات خليفة حفتر التي تحاول منذ ثلاثة أشهر السيطرة على العاصمة. وأكدت مفوضية الأممالمتحدة للاجئين مقتل ثلاثين على الأقل وإصابة العشرات في مركز المهاجرين الذي كان يأوي نحو 600 شخص، لكنها قالت إنه لا يمكنها تأكيد من الذي نفذ الضربة. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول طبي قوله إن أربعين شخصا قتلوا وأصيب ثمانون آخرون، وأوضح مسؤول ليبي في إدارة الهجرة أن الضربة الجوية نُفذت في وقت متأخر من يوم الثلاثاء. وقال المتحدث باسم طواقم الإسعاف أسامة علي إن الحصيلة أولية والعدد مرشح للارتفاع، مشيرا إلى أن 120 مهاجرا كانوا محتجزين في العنبر الذي أصيب إصابة مباشرة في الغارة، بينما يحوي المركز 610 مهاجرين من جنسيات مختلفة. وأظهرت صور نشرها مسؤولون ليبيون مهاجرين أفارقة يتلقون العلاج في أحد المستشفيات بعد الضربة. من جهته، اتهم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق قوات حفتر بقصف مركز إيواء المهاجرين، معبرا في بيان صباح اليوم الأربعاء الهجوم بمثابة “جريمة قتل جماعي وجريمة حرب تضاف لقائمة الانتهاكات الجسيمة ضد الإنسانية من جانب قوات حفتر”. وطالب المجلس الرئاسي البعثة الأممية لدى ليبيا ب”إدانة هذا العمل البربري الهمجي، وإرسال لجنة تقصي حقائق على الفور لمعاينة الموقع وتوثيق هذه العملية الإجرامية”. كما طالب المجتمع الدولي من خلال الاتحادين الأفريقي والأوروبي والمنظمات الدولية ب”اتخاذ موقف واضح وحازم من هذه الانتهاكات المستمرة والعمل على إيقاف هذا العدوان فورا”. وفي السياق، طالب الاتحاد الأفريقي بتحقيق مستقل وشامل في الغارات على مركز اللاجئين وتقديم الضالعين للعدالة. وتكتظ مراكز إيواء المهاجرين في ليبيا بعشرات الآلاف ممّن تمّ اعتراضهم أو إنقاذهم في البحر ويعيش هؤلاء في ظروف غير إنسانية. وعبّرت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا مراراً عن قلقها على مصير نحو 3500 من المهاجرين واللاجئين “المعرّضين للخطر” لوجودهم في مراكز إيواء قرب مناطق المعارك المستمرة جنوبطرابلس. ورغم استمرار الفوضى، لا تزال ليبيا دولة عبور رئيسية للفارين من النزاعات وعدم الاستقرار من مناطق أخرى في أفريقيا والشرق الأوسط. وتسبّبت المعارك منذ اندلاعها في أفريل الفارط في سقوط 739 قتيلا وإصابة أكثر من 4 آلاف بجروح، فيما وصل عدد النازحين إلى 94 ألف شخص، بحسب وكالات الأممالمتحدة.