منذ اسابيع بدأت بعض المهرجانات الدولية التونسية تكشف عن ملامح برمجتها على غرار الحمامات وقرطاجوبنزرت ويبدو أن هذه البرمجة رجحت الكفة للأسماء الأجنبية على حساب الفنانين التونسيين فسره البعض بقيمة المداخيل ونسبة إقبال الجماهير ... تونس (الشروق) نجوى الحيدري سؤال قد يتبادر الى ذهن أي متابع لبرمجة المهرجانات الصيفية التونسية التي يفصلنا عن انطلاقها بعض الأيام لماذا تتجه هذه المهرجانات الى برمجة أكثر عدد ممكن من نجوم الأغنية العربية والغربية على حساب الفنانين التونسيين ؟ وحتى إن تمت برمجتهم فلا يلتقيهم الجمهور الا في عدد ضعيف من المهرجانات في حين نجد بعض الفنانين العرب يتجوّلون بين المهرجانات التونسية من شمالها الى جنوبها وكأنها ملك خاص ! والغريب ان حتى الأسماء التونسية المعروفة في العالم العربي اصبح ظهورها شحيح في هذه المهرجانات على غرار لطيفة العرفاوي وصوفية صادق ونجاة عطية وحتى النجم العربي صابر الرباعي الذي كاد هو الآخر ان يغيب هذه السنة على مهرجان قرطاج بعد أخذ ورد حول أجره الذي انتهى بالإتفاق مع ادارة قرطاج. وما يلفت الإنتباه ايضا ويثير التساؤل هو أن هذه المهرجانات التي بدأت بالكشف عن ملامح برمجتها دائماً ما تقدم الأسماء العربية والأجنبية على التونسية وكأنها بهذه الطريقة تريد ان تبرز ثراء البرمجة وإغراء الجمهور الذي عهدناه محبا مشجعا لهذه الأسماء على حساب بعض الأسماء التونسية خاصة التي لم يحالفها الحظ بالهجرة الى الوطن العربي وخصوصا مصر التي تعد المحطة الأبرز والأهم في انتشار هؤلاء الفنانين على مستوى عربي. هذا التوجه للمهرجانات الدولية التونسية ليس بالجديد وانما هو توجه قديم وقد اثار احتجاج العديد من الفنانين في تونس خاصة المحرومين من قرطاج والحمامات وبنزرت وغيرهم من المهرجانات الكبرى اذ رأوا في ذلك إقصاء واحتقارا لهم بالرغم من اجتهاد بعضهم طوال السنة وطرحهم للأغاني والألبومات للفوز بهذه المسارح لكن دائماً ما تكون الأولوية الى الفنان الأجنبي ... ويرى البعض ان هذا التوجه للمشرفين على المهرجانات الصيفية مرده هو المنطق المتداول بأن الجمهور يقبل على الفنان الأجنبي اكثر من الفنان التونسي وبالتالي بهذه البرمجة يضمن الإقبال الجماهيري وارتفاع المداخيل ، لكن هذا الرأي قد ينحصر على بعض الفنانين التونسيين محدودي الإمكانيات الفنية في حين ان عددا كبيرا منهم على غرار لطفي بوشناق وزياد غرسة وصوفية صادق اثبتوا في جل حفلاتهم جدارتهم بالمهرجانات الدولية. وقد اعلنت ادارة مهرجان الحمامات الدولي عن بعض الأسماء المبرمجة في الدورة 55 والتي تنطلق يوم 10 جويلية 2019 وتتواصل إلى غاية يوم 17 أوت 2019 ولم تقدم في هذه البرمجة الأولية اي اسم تونسي ومن الأسماء التي تم الإعلان عنها الفنانة الجزائرية سعاد ماسي وسهرتين للموسيقار اللبناني زياد الرحباني والفنان المصري محمد محسن والفنان اللبناني مروان خوري في حين يستقبل مهرجان بنزرت الدولي الفنانة نانسي عجرم والفنانة السورية فايا يونان وأدهم نابلسي حسب ما صرح به مدير الدورة قبل الإعلان عن البرمجة النهائية. اما مهرجان قرطاج يؤثث سهراته ايضا عدد كبير من الأسماء الفنية العربية والأجنبية واعلنت ادارته على البعض منها مثل راغب علامة وشيرين عبد الوهاب وناصيف زيتون وفايا يونان في حين سيكون الإفتتاح مع باليه "بحيرة البجع" للموسيقار الروسي تشايكوفسكي. وفي انتظار كشف هذه المهرجانات عن برمجتها النهائية سيتم تحديد نسبة حضور الفنان التونسي على خشبات مسارح هذه المهرجانات الدولية الذي يبدو أنه ظهور شحيح مقارنة بالأسماء العربية والأجنبية.