تونس الصباح بالنظر في قائمة الفنانين العرب الذين سيحيون حفلات غنائية ضمن المهرجانات الصيفية الدولية الكبرى لصائفة 2009 يتبين ان عددهم يفوق عدد الفنانين التونسيين الذين سيسجلون حضورهم ضمن نفس هذه المهرجانات.. فباستثناء الفنان لطفي بوشناق والفنانة امينة فاخت والفنان صابر الرباعي وسنية مبارك ومحمد الجبالي الذين ستكون لهم حفلات في اطار عدد من المهرجانات الدولية هذه الصائفة فان باقي الفنانين التونسيين نجدهم يتوزعون اذا ما توزعوا على مهرجانات صيفية اخرى لا تبدو من حيث المرتبة والاشعاع في مرتبة مهرجان قرطاج مثلا او الحمامات او سوسة او صفاقس.. وهي المهرجانات التي ستستضيف بالتأكيد حفلات الفنانين العرب الوافدين من امثال فضل شاكر وشيرين عبد الوهاب وفارس كرم ودينا حايك.. وغيرهم. نجومية.. وأضواء والواقع ان مسألة نصيب الفنان التونسي من «كعكة» المهرجانات الصيفية الدولية ظلت على مدى السنوات الاخيرة تثار بأشكال مختلفة. وعلى الرغم من حرص سلطة الاشراف ممثلة في وزارة الثقافة والمحافظة على التراث على ان يكون للفنان التونسي «نصيبه المعلوم» سنويا من برنامج حفلات هذه المهرجانات الدولية الكبرى فان حضور هذا الفنان ضمن هذه المهرجانات ظل في الغالب يبدو ضعيفا مقابل درجة حضور «زميله» المشرقي او حتى الخليجي.. الى درجة ان البعض ذهب الى القول متفكها بأن اضواء مسارح الهواء الطلق في مهرجاناتنا الصيفية اصبحت مثلها مثل «قنديل باب منارة» الذي «يضوي» فقط على البراني!». طبعا، لكل وجهة نظره في المسألة.. فبعض الفنانين التونسيين من الراغبين في احياء حفلات غنائية في اطار المهرجانات الدولية الكبرى مثل مهرجان قرطاج او الحمامات ولكنهم لم يمكنوا من ذلك تجدهم يتذمرون من توجهات الهيئات القائمة على تنظيم مثل هذه المهرجانات الكبرى ويرون انها توجهات لا تراعي في الغالب الا اعتبارات الربح والخسارة المالية من وراء وضعها لبرنامج حفلاتها الغنائية وانها لا تحاول حتى مجرد ان توازن بين نسبة حضور الفنان التونسي ونسبة حضور «زميله» العربي في هذه المهرجانات.. فالاولوية هي دائما لهذا الاخير على اعتبار ان حفلات الفنانين العرب هي التي تضمن المداخيل المالية للمهرجان وتساعده على ان يحافظ على توازنه المالي.. اما «جماعة» المهرجانات الدولية فان لهم رأيا اخر في المسألة مفاده انه مع حرصهم على ضمان النجاح الفني والجماهيري للحفلات الغنائية في مهرجاناتهم فانهم لا ينطلقون ابدا في وضعهم للبرمجة من اعتبارات تستنقص من قيمة الفنان التونسي وانما كل ما في الامر ان نجومية بعض الاسماء الفنية في سماء الاغنية العربية ورغبة جمهور المهرجانات في ان تكون لهم مواعيد مع هؤلاء النجوم وكذلك الصبغة الدولية للمهرجان هي التي تحتم برمجة هذه الاسماء الفنية ضمن السهرات الفنية الكبرى دون ان يعني ذلك اي «تهميش» للفنان التونسي او اي هضم لحقه في ان يكون له نصيب في هذه السهرات.. وبعيدا عن اطلاق الاحكام او الانحياز لوجهة نظر هذا الفريق او ذاك يمكن القول ان السنوات القليلة الاخيرة وخاصة بعد دخول شركة «روتانا» و«نجومها» الغنائية على خط مهرجان قرطاج الدولي اصبح هناك بالفعل شبه تهميش لحضور الفنان التونسي ضمن هذا المهرجان العريق.. وربما غيره من المهرجانات الدولية.. صحيح ان الدورة الاخيرة والتي قبلها من مهرجانات قرطاج الدولي تحديدا قد حاولت ان تقيم نوعا من التوازن بين حضور الفنان التونسي وزميله المشرقي او الخليجي في اطار السهرات الغنائية للمهرجانات الصيفية فكان ان غنى مثلا صابر الرباعي ومحمد الجبالي وأمينة فاخت ضمن هذه السهرات.. ولكن مع ذلك يبقى مطلوبا دائما مزيد دعم حضور الفنان التونسي ضمن سهرات مهرجاناتنا الدولية الصيفية الكبرى تشجيعا للفنان التونسي من جهة ودعما للحركة الفنية الوطنية من جهة اخرى .