نيلسون مانديلا الزعيم الافريقي الخالد وقائد النضال ضد التمييز العنصري في جنوب افريقيا، اعتمد في بداية مسيرته النضالية مطلع الاربعينات من القرن الماضي فلسفة نبذ العنف في جامعة «فورت هير» بمنطقة كاب تاون أين كان يدرس. وفي جامعة «ويتوارستاند» تعرف على مجموعة من الطلبة الذين أصبحوا بعد ذلك مناضلين بارزين في سبيل الكفاح ضد العنصرية. في أفريل 1952 أقدم نظام التمييز العنصري على اعتقال 8500 مناضل من «المؤتمر الوطني الافريقي» في أعقاب مظاهرة عارمة في شوارع جوهانسبورغ وصدر حكم بالسجن 9 أشهر مع تأجيل التنفيذ في حق نيلسون مانديلا. ولم تقتسصر أولى متاعب مانديلا مع القضاء على هذا الحدث ففي 5 ديسمبر 1956 اعتقلت سلطات نظام التمييز العنصري 156 مناضلا من المؤتمر الوطني الافريقي بينهم مانديلا وتم الافراج عنهم جميعا بعد محاكمة استغرقت أربع سنوات. وفي مارس 1960 قتلت الشرطة 69 متظاهرا مما شكل منعرجا حاسما في مسار مانديلا السياسي وفي كفاحه ضد سياسة التمييز العنصري اذ دفع به الى حد القطيعة مع فلسفة نبذ العنف وانتهاج الكفاح المسلّح عبر تأسيس الجناح العسكري للمؤتمر الوطني الافريقي. وشهد يوم 5 أوت 1962 اعتقال نيلسون مانديلا الذي زجت به السلطات السجن ليصدر الحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الخيانة والتآمر ضد استغلال البلاد. بدأ الزعيم نيلسون مانديلا سنوات السجن المؤبد في 1964 في زنزانة جزيرة روبن إيلاند حيث قضى 18 من مجموع 27 سنة قبل ان ينتقل في 1982 الى سجن بولسمور حيث الحراسة المشددة ومع استمرار سنوات السجن اصبح الزعيم الجنوب افريقي رويدا رويدا يمثل اكثر من غيره في عيون الرأي العام الدولي الرمز المثالي للكفاح ضد التمييز العنصري وأمام الضغط الدولي اضطرت سلطات التمييز العنصري في ديسمبر 1988 الى اخراج مانديلا من السجن ووضعه تحت الاقامة الجبرية. وفي 11 فيفري 1990 وبعد قضاء 3 عقود كاملة في سجون نظام التمييز العنصري استعاد نيلسون مانديلا حريه .. حرية توجت بالحصول على جائزة نوبل للسلام في 1993 وانتخابه رئيسا لجنوب افريقيا في 1994 وقد بادر بعد صعوده دفة الرئاسة الى إنشاء لجنة «الحقيقة والمصالحة» وهي هيئة عملت على تعبيد الطريق في اتجاه المصالحة وتضميد الجراح. وبعد عطاء كبير في ثوب الرئيس غادر رمز الكفاح ضد التمييز العنصري النشاط السياسي المؤسساتي سنة 1999 ليترك كرسي الرئاسة لرفيق الكفاح تابو مبيكي. م.أ