بَعد لقاء مُثير، نجح المنتخب الوطني في الإطاحة بغانا والتأهّل إلى الدّور ربع النهائي لكأس افريقيا. وقد ظهر فريقنا البارحة بمستواه الحَقيقي وتمكّن من فكّ "العُقدة" الغَانية التي لازمتنا منذ عُقود. وستُواجه تونس مدغشقر في الدّور المُقبل ولاشك في أن الترشّح على حساب غانا سيمنح فريقنا أجنحة اضافية في بقية المشوار. الخزري "آوت" قُلنا في عدد سابق إن الخزري مُهدّد بخسارة مقعده في التشكيلة وقد تأكدت أمس هذه التوقّعات حيث وجد "ألان جيراس" أخيرا "الجرأة" ليضع مُحترف "سانت ايتيان" في بنك الإحتياط. وقد يقول البعض إن وهبي لم يكن في أتمّ جاهزيته بسبب مخلّفات الإصابة لكن هذه الحجّة تبدو ضعيفة والأقرب للظنّ أن الخزري خسر مكانه بسبب أدائه الضَّعيف في مُباريات الدّور الأوّل. احتياطات في ظلّ المهارات الفنية للنُجوم الغانية اختار مدربنا الوطني المُراهنة على ثلاثة عناصر في وسط الميدان. وقد وضع "ألان جيراس" ثقته في إلياس السّخيري والفرجاني ساسي وغيلان الشعلالي لكسب "معركة" الوسط. التركيز على الخنيسي اختار "جيراس" التعويل على الخنيسي في الهجوم وقد كان هذا التوجّه صَائبا بما أن ياسين تسبّب في متاعب كبيرة لدفاع الخَصم. وحاول منتخبنا تركيز على عملياته الهُجومية على الخنيسي من خلال امداده بالتَوزيعات الطويلة. وقد ساهم هذا التوجّه في تخفيف الأعباء المسلّطة على دفاعنا وكشف هذا الأسلوب في الوقت نفسه عن عدم قدرة الفريق التونسي على اختراق الغانيين عبر الهُجومات المُركّزة. على القائم تعامل المنتخب الغاني بحذر شديد مع الدقائق الأولى. وحاول منافسنا المُراهنة على الكرات الثابتة لهزّ شباك معز حسن. وقد نجحت غانا في صِناعة عدّة فرص خطيرة أبرزها تلك التي جاءت في الدقيقة 15 عندما اصطدمت الكرة بالقائم الأيمن. هدف أبيض للغَانيين في اللّحظات الأخيرة من الشوط الأوّل سجّلت غانا هدفا ألغاه الحكم الجنوب - افريقي "فيكتور غوميز" اعتقادا منه بأن اللاعب "تُوماس باتي" لمس الكرة بيده قبل التمهيد نحو "جورادن آيو" الذي سدّدها بدوره نحو شقيقه "أندري آيو" ليضعها في الشّباك بطريقة فنية. وقد كان "فيكتور غوميز" صَائبا في قراره لأن الهدف الغاني لم يكن شرعيا لوجود "أندري آيو" في التسلّل لا بسبب لمسة اليد كما توهّم الحكم الجنوب - افريقي ومُساعده. مردود أفضل شهد المردود العَام لمنتخبا تحسّنا طفيفا بالمُقارنة مع الوجه الشّاحب الذي ظهر به فريق "ألان جيراس" في الدّور الأوّل من كأس افريقيا. وقد نجح فريقنا إلى حدّ ما في إحداث التوزان المطلوب في خطّ الوسط كما استفاد المنتخب من "صَحوة" المساكني فضلا عن مهارة البدري والإصرار الكبير الذي أظهره الخنيسي في الهُجوم. وساهم الظهير الأيمن وجدي كشريدة في مُعاضدة الهجوم بين الحين والآخر وهذا ما افتقدناه في اللّقاءات السّابقة. تراجع مع انطلاق الشّوط الثاني سجّلنا تراجعا ملحوظا في مردود المنتخب الوطني في الوقت الذي تَزايد فيه الخطر الغاني. ومن الواضح أن ضغط النتيجة ساهم في تضاعف المَخاوف وجعل فريقنا ينكمش نوعا ما في مناطقه. وهذا ما دفع "جيراس" إلى إجراء تعديل في التشكيلة في سبيل انعاش الهجوم التونسي. وقد اختار مدربنا الوطني اقحام الخزري مكان البدري. "انقلاب" تونسي مع بلوغ الدقيقة 70 تغيّر أداء المنتخب الوطني ونجح فريقنا في تهديد الغانيين وكاد الخنيسي أن يُسجّل الهدف الأوّل بعد عملية مُمتازة قادها كشريدة والخزري. وقد لمست تسديدة الخنيسي يد المدافع الغاني. وكان من المفروض أن يُعلن الحكم الجنوب - افريقي عن ضربة جزاء غير أنّه تَغافل عن الخطأ مُكتفيا بالإعلان عن ركنية. وفي الدقيقة 71 كان الخنيسي أمام فرصة جديدة ليفتتح النتيجة لكن تسديدته الرأسية اصطدمت بالعَارضة. هذا قبل أن يضع الخنيسي حدّا لمُسلسل الفرص المهدورة ويخطف هدفا غاليا لتونس وتمكّن ياسين من هزّ الشباك الغانية في الدقيقة 73. وكان كشريدة قد قام بمجهود رائع من الجهة اليمنى قبل تمهيد الكرة نحو الخنيسي الذي استفاد من تمركزه الجيّد وحاسّته التهديفية ليُغالط الحارس الغاني "ريشار أوفوري". سَذاجة دفاعية في الوقت الذي كان فيه منتخبنا يستعدّ للإحتفال بترشّحه إلى الدّور ربع النهائي حدث ما لم يكن في الحُسبان. فقد تحصّلت غانا على مُخالفة في الوقت البديل ليرتقي المُعوّض رامي البدوي عاليا ويضع الكرة في شباكنا على وجه الخطأ. وكانت الصَّدمة كبيرة بحكم أن تونس كانت سائرة نحو الانتصار لولا هذه الهفوة القَاتلة من المدافع البديل رامي البدوي. وجاء هذا الهدف ليحكم على الفريقين بالمُرور إلى الحِصص الإضافية التي انتهت بدورها بالتعادل ليقع اللّجوء إلى الرَكلات التَرجيجية. وقد انتهت ركلات الترجيح بفوز تونس بنتيجة 5 مُقابل 4 وسجّل لمنتخبنا السليتي والخزري وبرون ومرياح والفرجاني. شكرا بن مصطفى قدّم حارسنا البديل فاروق بن مصطفى درسا بليغا من خلال تصديه لركلة جزاء ومُساهمته الكبيرة في تحقيق الترشّح رغم قرار ابعاده بعد الهفوة التي ارتكبها في المباراة الأولى. هذا في الوقت الذي عزف فيه الحارس الأساسي معز حسن النشاز بعد أن اعترض على قرار تغييره. ورقة اللّقاء تشكيلة تونس: معز حسن (فاروق بن مصطفى) – ياسين مرياح – ديلان برون – وجدي كشريدة – أسامة الحدّادي – إلياس السخيري – الفرجاني ساسي – غيلان الشعلالي – يوسف المساكني (نعيم السليتي) – أنيس البدري (وهبي الخزري) – طه ياسين الخنيسي (رامي البدوي) المدرّب: الفرنسي ألان جيراس تشكيلة غانا: ريشارد أوفوري – جون بوي – كاسيم نوهو – بابا رحمان (ليمور أغبانينو) – أندي يادوم – مبارك واكاسو – أفراي أكوا (كالاب أوكوبان) – توماس بارتي – صامويل أوسو (أوسو كوابينا) – جوردان آيو – أندري آيو (أسامواه جيان) المدرّب: الغَاني جيمس كويسي أبياه التحكيم: الجنوب - افريقي فيكتور غُوميز