بَعد سِلسلة التعادلات التي حقّقها المنتخب في الدّور الأوّل، يدخل فريق «جيراس» اللّيلة المرحلة الثانية من الكأس الافريقية وفي البَال الظّهور بمستوى جيّد. وقد تعهّد اللاعبون بقلب الأوضاع بداية من لقاء اللّيلة ضدّ غانا والأمل كلّه أن يُنجز أبناء «جيراس» ما وعدوا به الجمهور الذي سيطر عليه الشك بفعل الانطلاقة السّيئة في ال»كَان». خُزعبلات الجامعة قرّرت جامعة الكرة تغيير أزياء المنتخب من خلال الإعتماد على البدلات الحمراء بدل البيضاء كما حصل في المُواجهات الفارطة. ومن الواضح أن هذا القرار يهدف إلى طرد «القِينيا» التي لازمت المنتخب في المُباريات الثلاث الأولى من السباق الافريقي. وكان منتخبنا قد تعاقد مع التعادلات ما دفع الجامعة إلى تغيير الأزياء ظنّا منها أن اللّون الأحمر قد يكون «فأل خير» ويجلب معه البَّخت للمنتخب الباحث عن نفسه والحالم بفكّ «العُقدة» التي تُلاحقه في مُواجهاته أمام غانا. والحقيقة أن الإجراء المتعلّق بتغيير «المَريول» الأبيض بقميص أحمر يبعث على السُخرية بحكم أن مباراة غانا ستُحسم عبر «التكتيك» الجيّد والأداء الكبير في الميدان لا بمِثل هذه الخُزعبلات. ويبدو أن جامعتنا أقنعت نفسها بأن تبديل الألوان من شأنه أن يُساهم في تحرير الأقدام. ومن الغريب فعلا أن تفكّر جامعتنا بهذه الطريقة خاصّة أن قائدها شخص مُتعلّم ويحمل صفة الطبيب. والحقيقة أن مِثل هذه الأساليب المُضحكة لا نجدها إلاّ في صفوف المتخلّفين والذين يُؤمنون إلى حدّ الآن بهذه الخرافات كما هو شأن تلك الفئة التي تدّعي بأن البيرو والبينين استعانتا بالسّحر والشّعوذة للتفوّق على خصومهما في «كُوبا» أمريكا وكأس افريقيا. الخزري جَاهز ولكن يُمكن القول إن كلّ عناصرنا الدولية ستكون تحت تصرّف «جيراس» بمناسبة لقاء اللّيلة ضدّ غانا. فقد استعاد وهبي الخزري عَافيته بعد راحة خاطفة وشارك مُحترف «سانت ايتيان» في التمارين على أن يكون قرار تشريكه بيد المدرب. وكان منتخبنا قد استرجع أيضا خدمات أيمن بن محمّد الذي تخلّف عن المباراة الأخيرة أمام مُوريتانيا لشعوره ببعض الأوجاع. خيارات المدرب اتّسمت تشكيلة تونس بغياب الإستقرار سواء في الوديات أوالرسميات. وقد أصبح من الصّعب تَوقّع التوجّهات التي سيعتمدها «جيراس». منطقيا، ستحافظ الأسماء الناشطة في المنطقة الخلفية على أماكنها في الوقت الذي قد يشهد فيه خط الوسط بعض التحويرات خاصّة إذا قرّر «جيراس» المُراهنة على ثلاثة عناصر بحثا عن نجاعة أكبر على مستوى التَغطية. ولم تتّضح الرؤية أيضا بخصوص التركيبة النهائية للخط الأمامي وتشير عدة مُعطيات إلى أن حظوظ الخنيسي وافرة لقيادة الهجوم في انتظار أن يحسم «جيراس» في هويّة الأسماء التي ستُعاضد الخنيسي في المنطقة الأمامية. وبناءً على ما تقدّم قد تكون تشكيلتنا على النّحو التالي: حسن – مرياح – برون – كشريدة – الحدّادي – السخيري – ساسي – الشعلالي – المساكني – الخزري (السليتي) - الخنيسي. وتبقى فرضية المُراهنة على بن محمّد في الجهة اليسرى قائمة وينسحب الأمر نفسه على البدري الذي قد يكون من الأوراق «الرّابحة» في المنطقة الأمامية. ضربات الجزاء في البال يعرف «جيراس» أن مواجهة غانا قد لا تُحسم في توقيتها الأصلي أوحتّى الإضافي. ولم يَستبعد مدربنا سيناريو اللّجوء إلى الركلات الترجيحية في مُواجهة الليلة. ومن هذا المُنطق بَادر «جيراس» بتحصيص جانب من التحضيرات للتدرّب على ركلات الترجيح تحسّبا لفرضية انتهاء اللّقاء بالتعادل. الجدير بالذّكر أنه في صورة انتهاء اللّقاء بالتعادل في الوقت الأصلي فإنه يقع اللجوء إلى حصتين اضافيتين تستغرق كلّ واحدة منهما 15 دقيقة وإذا تواصل التعادل فإنّه يقع الإعتماد على ركلات التَرجيح. مع العلم أن القانون يُتيح لكلّ منتخب بإجراء تغيير رابع أثناء الحصص الإضافية. ومن الضروري تنبيه «جيراس» إلى هذا المُعطى حتى لا «يغفل» عن هذا الجانب كما حصل في مباراة أنغولا حيث اكتفى بإجراء تَغييرين فحسب لأسباب غير مفهومة. صافرة مُمتازة كلّفت ال»كَاف» الحكم الجنوب - افريقي «فيكتور غوماز» بإدارة لقاء تونسوغانا. والحقيقة أن هذا الحكم يَتمتّع بسمعة جيّدة في السّاحة الافريقية وقد وقفنا على مؤهلاته العريضة من خلال المباريات التي أدارها للجمعيات التونسية في المسابقات القارية. وقاد «غوميز» في ماي 2019 القمّة الكبيرة بين «مازمبي» والترجي إلى برّ الأمان. وقد انتهت تلك المُواجهة بترشّح مُمثّل تونس إلى «فِينال» رابطة الأبطال بعد التعادل الأبيض في «لوبومباشي». ويعتقد البعض أن أنديتنا تحتفظ أيضا بذكريات حزينة مع هذا الحكم والثّابت أن صَافرته «عَادلة» ومن المُستبعد أن يتضرّر منتخبنا من قراراته في مباراة اللّيلة. وعود الخنيسي وكلام «جيراس» رفض «جيراس» الحديث عن مستقبله مع الفريق الوطني مُعتبرا أن تونس حقّقت المطلوب بعد الترشّح إلى الدور الثاني لكأس افريقيا. ويعترف «جيراس» في الوقت نفسه بأهمية مُراجعة العديد من الأشياء ليظهر الفريق في أفضل حَالاته أمام غانا. وعاد مدرب المنتخب للحديث عن قائمة لاعبيه ليؤكد أنه مُقتنع تماما بالأسماء التي راهن عليها ويُضيف «جيراس» أنه غير نادم على ابعاد مُحترف الأهلي المصري علي معلول. ومن جانبه، أكد مهاجم المنتخب ياسين الخنيسي أن الفريق عاقد العزم على الإطاحة بالغانيين والردّ على المُنتقدين.