"عتّوقة" اسم منقوش بالذّهب في ذاكرة التونسيين من "باب الجديد" إلى تطاوين. ولا جدال في أن الصّادق ساسي المشهور بلقب "عتّوقة" يُعتبر ملك الشباك في تونس وافريقيا التي تشهد ملاعبها ومطاراتها على نُجومية وابداعات هذا الحارس الأسطوري. ورغم اقامته في الإمارات فإن حارسنا "العِملاق" يُتابع لحظة بلحظة الأحداث الكروية في تونس مُعلّقا آمالا كبيرة على منتخبنا للذّهاب بعيدا في "كَان" مصر. من أجل كتابة التاريخ اعتبر "عتّوقة" أن الجيل الحالي يقف أمام فرصة ذهبية لكتابة التاريخ عبر الحصول على الكأس الافريقية للمرّة الثانية في تاريخ البلاد بعد لقب 2004 مع "لومار". ويعتقد الصّادق ساسي أن فريق "جيراس" لا يملك لاعبين من الوزن الثَقيل لكن بوسعه الذهاب بعيدا في المُنافسات الافريقية ولِمَ لا القبض على الكأس الغَالية. ويظن "عتّوقة" أن فريقنا الوطني يملك "سلاحا" قويا وهو روح المجموعة فضلا عن مَهارة عدد من عناصرنا الدولية كما هو شأن الخزري والمساكني. ويشير الصّادق ساسي إلى أن الناس يتحدّثون عن منتخب 1978 بإعجاب شديد رغم مرور أكثر من أربعين عاما على مُغامرتنا في مُونديال الأرجنتين. ويعتقد "عتّوقة" أن الذاكرة التونسية لا تحتفظ إلاّ بالإنجازات وهوما يضع الجيل الحالي بين خيارين لا ثالث لهما فإمّا الحصول على اللّقب ليدخلوا القلوب ويعيشوا في وجدان التونسيين أوالخروج بخفي حنين والتعرّض إلى النِسيان. جيل لا يقبل التكرار عادة ما تُعقدُ المقارنات بين الجيل القديم والجيل الحالي وفي هذا الصّدد يؤكد الصّادق ساسي بأن مثل هذه المُقارنات لا تجوز. ويَعتبر ضيفنا أن جيل 1978 كان استثنائيا وقد لا يتكرّر مرتين تماما مثل العديد من الظواهر الكروية على غرار البرازيلي "بيليه" والأرجنتيني "مارادونا". ويعتقد "عتّوقة" أن ذويب والكعبي وطارق وغميض والعقربي وتميم وعقيد... يغرّدون خارج السّرب رغم أنهم لعبوا في زمن الهواية لا الإحتراف و"الفلوس". اعجاب كبير بفاروق بن مصطفى رغم أنه يُصنّف كأحد أبرز حراس المرمى في تاريخ الكرة التونسية والافريقية فإن "عتّوقة" يتحدث بتواضع كبير عن مسيرته "الخُرافية" بين "باب الجديد" والمنتخب. ويؤكد "عتّوقة" أن تونس "ولاّدة" وقد أنجبت عدة حرّاس يفرضون الإحترام والتقدير آخرهم ابن النادي البنزرتي والحارس السابق للنادي الإفريقي فاروق بن مصطفى. ويشير محدّثنا إلى أن فاروق المُحترف حاليا في السعودية أظهر امكانات حيّدة وبرهن عن قوة شخصيته. وهذا ما وقف عليه الجميع أثناء تألقه اللافت في لقاء غانا حيث ساهم بقسط كبير في تحقيق فرحة العبور بعد التصدي لركلة ترجيحية. وقال "عتّوقة" إنّه يُؤمن كثيرا بمؤهلات بن مصطفى مُعتبرا أنه يُشبهه إلى حدّ ما ويعتبر ضيف "الشروق" بأن هذه الشهادة صادقة ونابعة من القلب لا من باب رمي الورود وهي ليست ما عادات النجم الكبير للمنتخب والنادي والإفريقي. تصرّف مُشين في سياق مُتّصل بحراسة المرمى لم يُخف الصّادق ساسي غضبه من التصرف الذي صدر عن معز حسن مُعتبرا أن المنتخب فوق الجميع. ويضيف "عتوقة" أن الإطار الفني هو صاحب القرار الأول والأخير على مستوى تحديد حراس المرمى وبقية اللاعبين ويُذكّرُ الصادق ساسي بأن أكبر وأشهر الأسماء جلست في بنك الإحتياط وقد عاش هو نفسه هذه التجربة مع منتخب الشتالي في 1978 دون أن يعترض على هذا الإجراء لأنه كان على اقتناع تامّ بأن زميله في الفريق الوطني والنادي الإفريقي المُختار النايلي كان الأنفع قياسا بمعيار الجَاهزية. حديث عن الإفريقي لم نُفوّت حديثنا مع الأسطورة الحية "عتّوقة" دون استفساره عن الأوضاع الحالية في النادي الافريقي الذي حقّق معه الصادق أمجادا خالدة بمعية عدد من الأبطال الآخرين أمثال الشايبي والجديدي وشعوة والقليبي ورتيمة وحمزة... ويؤكد الصّادق ساسي أن الإفريقي في القلب رغم البُعد ويضيف أنه يُتابع مسيرة فريقه الغَالي مُتمنّيا أن يستعيد عافيته ويتخلّص من مشاكله المالية والإدارية في أقرب الآجال المُمكنة. ويعتقد "عتّوقة" أن الإفريقي قادر على العودة إلى مداره الطبيعي بدعم من جمهوره العريض والذي يُشكّل على الدوام نقطة القوّة في الحديقة "أ". وقال "عتّوقة" إنه ينتظر أيضا وقفة حازمة من الشخصيات الوازنة والمعروفة بدعمها للنادي الإفريقي.