تونس (الشروق) تتميّز مدينة حمام الأنف بإرثها الحضاري المتنوّع الدالّ على عديد الحقبات التاريخيّة وتشتهرُ المدينة بأعالي جبل بوقرنين. وسُميت في العهد الروماني بتسمية «نارو» البونيّة ووعُرفت في العهد العربي الإسلامي بحمام الجزيرة لتستقرّ في النهاية على تسميتها الحاليّة تبّركا بمياهها السَخنة. واقترن تاريخها بعرش البايات وأعيان البلاد وبرجالات بررة من الأجداد والأحفاد الذين أشعّوا خلال الحركة الوطنيّة وبناء الدولة بنضالاتهم ومساهماتهم الخيّرة في مختلف الميادين.ومن ضمن هذه الخصائص التاريخيّة والحضاريّة المتنوّعة أحدثت النواة الأولى لبلدية حمّام الأنف في 9 مارس 1899 وساهمت المجالس البلدية المتعاقبة في حفظ وتحديث ورفعة ذاكرة المدينة الخصبة بشواهد المخزون التراثي المادي واللاّمادي واشعاعها الخارجي من خلال التوأمة مع عدد من المدن الكنديّة والإيطاليّة والفرنسيّة والليبيّة والمغربيّة وذلك بداية من ماي 1961 كدلالة على تجذُّرها الحضاري. وتحتفي بلدية حمّام الانف بشذرات من التاريخ الوطني وبكبار الزعماء والمشاهير والإعلام والمناضلين الذين أثرُوا المكان والزمان بتفرّدات جليل تضحياتهم ومساهماتهم الخلاّقة وذلك من خلال تسميّة أنهج وشوارع المدينة بأسمائهم. ورفعا لشأن المرأة التونسيّة وعطاءاتها المتميزة وقع تسميّة شارع باسم بشيرة بن مراد يتواجد على طول «الكورنيش» قبالة شاطئ وبحر حمّام الأنف ونشأة الحركة النسائيّة بشيرة بن مراد في عائلة تجلّ العلم والدين تكوينا ومُمارسة فانخرطت في هذه البيئة العريقة المآثر بدعم من والدها وزوجها وجدّها وعدد من مشائخ الجامع الأكبر وصقلة مواهبها التي مكّنتها من الكتابة الصحفيّة في عدد من الدوريات والتي تركزت أساسا على «أطروحات» حول واقع ومقام المرأة وضرورة فتح آفاق المساهمات في التحوّلات الوطنيّة بعيدا الاستنقاص. وتتمّة لهذه القناعات أسّست الرّائدة بشيرة الإتحاد النسائي الإسلامي التونسيّة صُحبة مناضلات أخريات على غرار توحيدة بالشيخ - نبيل بن ميلاد - بدرة بن مصطفى وغيرهن كثيرات ممّن توحدن لأجل خلق فضاء هدفه الدفاع عن المرأة التونسيّة المُسلمة. وقد ولدت بشيرة بن مراد سنة 1913 وتوفيت يوم 4 ماي 1993 وخلّفت مسيرة نضاليّة مشرّفة.