تونس (الشروق) تقع المدينةحمام الأنف في الشمال الشرقي لتونس العاصمة وتبعد عنها مسافة 18 كلم وأحدثت بها نواة بلدية في 09 مارس 1899 وتمتدّ مساحتها على أكثر من 1500هكتار وتجاوز عدد سكانها 50 ألف نسمة وتشتهرُ هذه المدينة بأعالي «مقام» جبل بوقرنين» وشواطئ مقصودة منذ القدم ومياهها المعدنية الرّقراقة وبمحميّتها الوطنية الغناء وحديقتها الحاضنة وتُنسبُ تسميتُها إلى عيُون مياهها الحارّة وعُرفت في العهد الروماني بتسمية «نارو» البونية الأصل وذات الصّلة «الرابطة» بجبل بوقرنين التي تعني اقتباسا «صاحب القرنين» المُنتسب للعهد القرطاجني. وعرفت هذه المدينة في العهد العربي الإسلامي بحمام الجزيرة لتستقرّ في النّهاية تسميتها على حمام الأنف «تبركا» بمياهها السّخنة واقترنت بعرش البايات وتشييد قصر لحسين بن علي باشا للإقامة فيه خلال فصل الشتاء وتبعه في ذلك أعيان البلاد ممّا خلق نواة أولى للتوسع العمراني والكثافة السكانية التدرجية ممّا أعطى أبعادا ترويجية للأمن والأمان فاختارها والوافدون الجدد موقعا للاستقرار والقرب من ديار «الباشا» ومن عيون سيدي العريان والباي لضمان دوام الاستحمام بمياه عيونها الحارّة التي اشتهرت بخصوصيتها في معالجة عدّة أمراض. واقترن تاريخ المدينة القديم والحديث برجالات بررة من الأجداد والأحفاد الذين أشعّوا خلال الحركة الوطنية وبناء الدولة بنضالاتهم ومساهماتهم في مختلف المجالات وشهدت بلدية حمام الأنف التوأمة مع عدد من المدن الكندية والإيطالية والفرنسية والليبية والمغربية وغيرها وذلك بداية من ماي 1961 كدلالة على تجذرها التاريخي وصفاتها الحضارية وتوظيفا لمميزات جبل بوقرنين الذي يرتفع على عُلُو 576 مترا وقع إحداث الحديقة الوطنية ببوقرنين في 12 فيفري 1987 على مساحة 1939 هكتارا يغطيها كساء نباتي مُتنوع ونادر إضافة إلى وفرة الطيور وأعداد من الحيوانات إلى جانب إقامة وتهيئة مسلك صحي ممّا جعل هذه الحديقة وجهة للفسحة والرّاحة والإستكشاف والدراسة من قبل محبيها وروّادها وتبقى مدينة حمام الانف عالية المنزلة والرفعة في نفوس أهاليها وعشاقها لخصوصيّة موقعها ولذاكرتها الخصبة بالشواهد إضافة إلى ثراء المخزون التراثي المادي واللامادي ممّا أهّل هذه المدينة الشهيرة لتعرف تحولات عمرانية كبرى وأخرى تنموية ذات أبعاد تفاعلية مع واقعها وإشعاع محيط القطب الصناعي بولاية بن عروس وعرف أهالي حمام الأنف بتقديس قيم العمل والتضامن ممّا خلف حركية تجارية وخدماتية نشيطة تعكس فنون التواصل والوفاء. وتعرف المدينة بأثرها الثقافي المتنوع والنشيط الذي يقدّم «وصلات» منه مهرجان بوقرنين الدولي .