وَسط تَرقّب كبير يدور اللّيلة في القَاهرة "فِينال" كأس افريقيا بين الجزائر والسّينغال. قلوب العرب ستكون مع الأشقاء انتصارا للأخوّة وإيمانا بأن منتخب جمال بلماضي يستحق اللّقب الغَالي عن جدارة واستحقاق لما أظهره من مهارات وروح عالية في كلّ المُقابلات. وتبدو حظوظ الجزائريين وافرة لترويض "أسود التيرانغا" والتربّع على عرش الكرة الإفريقية وهو حدث استثنائي خاصّة أن الأشقاء ينتظرون هذا التتويج منذ 1990 وهو تاريخ الفوز بالكأس اليتيمة بفضل جيل مَاجر ومغاريا وبن حليمة ومعهم المدرب الوطني الراحل عبد الحميد كرمالي. ومن الواضح أن الكأس الافريقية المُقامة في مصر تُعتبرُ في نظر الأشقاء حلم الأجيال التي صبرت قرابة ثلاثين عاما لتعيش الجزائر هذه اللحظة التاريخية وتستعيد مجدها الإفريقي. ومن المؤكد في أن فريق بلماضي لن يدخّر الليلة حبّة عرق واحدة من أجل تحقيق الحلم الجزائري - العربي الكبير. ولا تُساورنا ذرّة شك في قدرة الجزائر على سحق السينغاليين ورفع اللقب في قلب القاهرة التي ستنطلق منها الاحتفالات لتمتدّ في مرحلة مُوالية نحو مختلف المدن الجزائرية والعربية وحتى باريس حيث تنتظر الجاليات الخبر السّار لتُقيم أفراحا بحجم "التُوريفال". وتتمتّع الجزائر بأفضلية فنية واضحة على السينغاليين فضلا عن الأسبقية المعنوية بحكم أن الأشقاء كانوا قد هزموا منافسهم في دور المجموعات وذلك بفضل الهدف الرائع ليوسف البلايلي وهو واحد من عدّة أبطال صَنعوا الحدث بعزيمة الرّجال. الجزائر لن تحسم اللقاء ب"القليّب" فحسب بل أنها تراهن أيضا على "التكتيك" العالي للمدرب الوطني جمال بلماضي الذي انتصر في الدّور الأوّل على خصمه وصديق طفولته "آليو سيسي" هذا في انتظار أن يُعيد الفوز عليه في النهائي وهو الإختبار الحقيقي والأهمّ لقائد "مُحاربي الصّحراء". وبالتوازي مع صراع المُدربينْ - الصّديقينْ بلماضي و"سيسي" هُناك "مَعركة" أخرى ستشغل الناس من القاهرة إلى لندن ويتعلّق الأمر بالتنافس الموجود بين نجمي "مانشستر سيتي" و"ليفربول" الانقليزيين "رياض محرز" و"ساديو مَاني". ويحلم كلّ واحد منهما بتحقيق الزّعامة الافريقية ليُؤكد سعة امكاناته وأهمية الخَدمات الجليلة التي قدّمها لمنتخب بلاده. ويعرف اللاعبان حجم التقد ير الذي سيغنمه المُتوّج بالكأس الإفريقية التي ينشدها الملايين في الجزائر و"دَاكار". وتلهث السينغال كما هو معلوم وراء أوّل كأس ويَعتبر نجمها الأول "ساديو ماني" أن الرجوع باللّقب من مصر أفضل ألف مرّة من تَتويجه الأخير ب"الشُومبيانزليغ" مع "ليفربول". ولاشك في أن هذه اللّهفة الكبيرة على العرش القاري سيدفع السينغال إلى النزول بثقلها في مواجهة الأشقاء الذين نتمنّى أن يهزموا السينغاليين شرّ هزيمة إسعادا للشُعوب الناطقة بلغة الضّاد وتأكيدا للسيطرة التي فرضتها مؤخرا الأندية العربية على الكؤوس الافريقية رغم الأوجاع وألاعيب أحمد أحمد الذي يريد اشعال نار الفتنة بين العَرب. البرنامج: نهائي كأس افريقيا في القاهرة (س20): الجزائر - السّينغال (الحكم الكامروني أليوم نيانت)