سيكون الموعد اليوم مع صِراع كبير ومُثير بين الجزائر والسينغال وهما من المنتخبات المُرشّحة لنيل اللّقب الإفريقي. اللّقاء سيدور في القاهرة وسيحظى بإهتمام جماهيري وإعلامي مُنقطع النظير وذلك لعدّة اعتبارات. المباراة ستشدّ أنظار الملايين من الجزائريين والسينغاليين ومعهم الكثير من العرب والأفارقة وربّما أيضا الجمهور الأوروبي خاصّة في ظل تواجد عدّة نجوم لامعة في تشكيلتي الفريقين كما هو شأن رياض محرز (مانشستر سيتي) و"ساديو ماني" (ليفربول). وبالتوازي مع الشعبية العريضة للجزائر والسينغال والشّهرة الكبيرة للاعبين يتضاعف الإقبال على هذا اللقاء لأنه يُعتبر الإختبار الحقيقي لاثنين من المُنتخبات المُراهن عليها للحُصول على الكأس الإفريقية. وكانت الجزائر قد فرضت منطق الأقوى وفازت على كينيا في الجولة الافتتاحية وفَعلت السّينغال الأمر نفسه أمام تنزانيا وسط غياب "مَاني" بسبب الإيقاف. وتأتي الجولة الثانية لتضع الجزائر والسّينغال وجها لوجه وتبدو الفرصة مناسبة ليُثبت كل واحد منهما أنه الأجدر بقيادة المجموعة الثالثة مع تأكيد جَاهزيته لكسب التّحدي والمراهنة على التاج القاري. مباراة الجزائر والسينغال تَتضمّن جملة من "الثُنائيات" القوية في مُقدّمتها التنافس الشديد بين النجمين رياض محرز و"ساديو ماني". ومن الواضح أن لاعب الفريق الجزائري يريد استغلال هذا "الصِّدام" ليؤكد للعرب وللأنقليز أنه صاحب باع وذراع ولا يقلّ شأنا عن مُنافسيه في "البُروميارليغ" والحديث عن "ماني" وصلاح المُتوّجين ب"الشومبيانزليغ" مع "ليفربول" فضلا عن نجاحهما في تقاسم جائزة أفضل الهدّافين في الدوري الأنقليزي (بالإشتراك مع الغابوني أوباميانغ). وتزداد مباراة الجزائر والسينغال إثارة في ظل الصِّراع التكتيكي المُرتقب بين جمال بلماضي و"أليو سيسي". ويُدرك بلماضي أن لقاء اليوم يُعتبر أصعب الإختبارات ومن المفروض أن يضع فيه عُصارة الخِبرات التي اكتسبها كلاعب ثمّ كمدرب حقّق نجاحات واضحة في قطر في انتظار التأكيد مع الجزائر الباحثة عن لقبها الإفريقي الثاني. ومن جهته، عاش "سيسي" لحظات لا تُنسى ب"مَريول" السّينغال خاصّة عندما أطاحت بفرنسا في مُونديال 2002 وذلك بقيادة المدرب الرّاحل "برونو ميتسو". وكان "سيسي" قائدا للسينغاليين في تلك المُغامرة التاريخية ويحلم "سيسي" بأن يصنع المجد كمدرب ويُهدي "داكار" فرحة كبيرة من بوّابة كأس افريقيا التي لم يعرف لها السينغاليون طعما رغم الكمّ الهائل من النجوم الذين مرّوا من الفريق مثل "بوكاندي" و"فاتيغا" و"ضيوف" وصولا إلى "مَاني" الذي قال بالحرف الواحد إنه على استعداد لإستبدال لقب رابطة الأبطال التي تحصل عليها مع "ليفربول" بالكأس الإفريقية ليقينه بتعطّش الشّعب السينغالي لهذا المكسب الكبير والذي طال انتظاره. بالتوازي مع لقاء الجزائر والسّينغال يتضمّن برنامج اليوم مُواجهتين أخريين حيث تصطدم مدغشقر ببورندي في حين تُلاقي كينياتنزانيا. وكانت مدغشقر قد تحصّلت على انتعاشة معنوية كبيرة بعد تعادلها في الجولة الأولى أمام غينيا. وهذه النتيجة تُعتبر ايجابية بحكم أن مدغشقر تشارك للمرّة الأولى في ال"كان" مِثلها مثل منافستها في جولة اليوم بورندي التي انهزمت بصعوبة على يد نيجيريا. وتبدو مباراة مدغشقر وبورندي مشوّقة في ظل الحماس الذي أظهره الفريقان في أوّل مصافحة مع النهائيات الإفريقية. أمّا بالنسبة إلى لقاء كينياوتنزانيا فإنه سيجمع بين فريقين "جريحين" بفعل الهزيمة أمام الجزائر والسينغال ولاشك في أن الكينيين والتنزانيين على يقين بأن مُواجهة اليوم لا تقبل القسمة على اثنين ولا بديل عن الفوز طمعا في خطف بطاقة التأهل ضِمن أفضل المنتخبات في المركز الثالث خاصّة أن المنطق يقول إن المرتبتين الأولى والثانية ستكونا من نصيب الجزائر والسينغال. البرنامج مدغشقر – بورندي (س15 و30 دق) السينغال – الجزائر (س18) كينيا – تنزانيا (س21)