حدث استثنائي عاش على وقعه العالم كله في أوت 1962... كل الصحف تحدثت عنه... بما في ذلك المجلات التي وقفت في الاتجاه المعاكس... ملايين السطور كتبت... وملايين العيون عزّ عليها النوم بعد ان دوى النعي في كامل أرجاء المعمورة يحمل خبر انتحار مارلين مونرو. … كان مثيرا مذهلا ما تم الاعلان عنه فجأة... اعلان نهاية المرأة التي كانت رمز الفتنة والجمال… هي مارلين مونرو التي وقف أمامها الزعيم السوفياتي خروتشوف يهز يدها بغبطة وانشراح. مارلين مونرو التي وصفها النقاد والسينمائيون ب«سمكة هوليوود ذهبية الشعر»... وضعت حدّا لحياتها بشكل مؤلم ومثير… لقد كان لنبا انتحار مارلين مونرو وقع الطوفان والصواعق في العالم السينمائي وكل الأمريكيين بصفة خاصة على اعتبار انها بالنسبة لهم عنوان فخر فني ومجد سينمائي للولايات المتحدةالأمريكية... وطفا على السطح سؤال لا جواب مقنع له : كيف تنتحر من أصبح الصبا والجمال والمال ملك يديها. عاشت مارلين مونرو تبحث طوال حياتها عن السعادة والحنان... كانت تسعى جاهدة الى الطهارة الروحية التي لم تكن في أذهان الناس وخواطرهم وهم يراقبون أفلامها وصورها المثيرة... الكل رأى فيها المرأة المثيرة للغرائز ولم يحاول أحد أن ينظر اليها بمنظار الحب. بدأت شهرة مارلين مونرو مع ظهور صورتها العارية في اعلان الاشهار ولئن كانت تنقصها الموهبة فقد كان اصرارها كبيرا بلوغ الشاشة الكبيرة (السينما). واكتشفت ان الجمال وحده لا يعبّد لها الطريق نحو هدفها. فكان قرار متابعة دروس في الفن تحت اشراف أحد كبار الأساتذة بينما كانت تعمل عارضة للأزياء حتى تتمكن من دفع نفقات الدروس، كانت حياة ضنكة لكنه الضنك اللذيذ... وحانت الفرصة لتظهر أول مرة مع غروشر ماركس على الشاشة لحظة قصيرة وبدأ طريق المجد السينمائي تتضح خطوطه فمثلت عديد الأفلام مع أشهر فناني هوليوود في تلك السنوات. هذا النجاح السينمائي المثير... كان ثمنه باهظا في حياة مارلين مونرو... نجاح سينمائي قابله فراغ عاطفي، حب دون امتلاك... وحتى زواجها من الكاتب آرثر ميللر ورغم انها عاشت معه الطمأنينة والحنان والحب فإن قلق طفولتها وبشاعة الماضي كانت تجري في شرايين جسدها الغض الشفاف. مأساة مارلين مونرو اعتقادها ان لا أحد يحبّها باستثناء والد زوجها الكاتب الشهير «آرثر ميللر» والذي كانت تناديه «بابا» انتحرت مارلين مونرو ولها من العمر (36 سنة) فقط... انتحار يكتب مأساة فاتنة بحثت عن الحب الصادق فلم تعثر عليه.